تعتبر قصيدة "ما يدفع الموت" من ابن الوردي واحدة من الأعمال الأدبية البارزة التي تعكس الحكمة والفلسفة الإسلامية العميقة حول الحياة والموت. هذه القصيدة ليست مجرد مجرّد شعر، بل هي انعكاس لتأملات مؤلفها حول طبيعة وجود الإنسان والعلاقة بين الإنسان والخالق. يبدأ ابن الوردي قصيدته بتساؤل فلسفي عميق، "ما يدفع الموت؟"، مما يشير إلى بحثه المستمر عن المعنى الواسع للحياة وكل ما قد يقود إليه مصير البشرية النهائي.
في سطور متتابعة، يستعرض ابن الوردي مجموعة متنوعة من الأفكار والمعتقدات المختلفة والتي يتم تقديمها كإجابات محتملة للسؤال الرئيسي. فهو يتناول ثروة المرء ونجاحاته العلمية والثقافية، ولكن ينهي كل فكرة بالتأكيد بأن هذه الأمور لا تستطيع دفع الموت. بالانتقال إلى الروحانية والتدين، يؤكد أنه حتى النعم الدينية مثل الصلاة والصوم والحج - وإن كانت مهمة ومعززة للروح - تبقى غير قادرة على إبعاد الموت.
ثم يأخذنا ابن الوردي في رحلة داخل النفس البشرية نفسها، موضحاً كيف يمكن للمعرفة والتعلم أن يساعدا في فهم الطبيعة الحقيقية للأشياء لكنهما أيضاً ليس لهما تأثير مباشر على عمر الشخص الدنوي. هنا يكشف لنا المؤلف بدقة شديدة عن جوهر مشكلتنا الإنسانية؛ نحن نبحث دائماً عن حياة خالدة، بينما الواقع هو أن لدينا وقت محدد ومحدد فقط.
بشيء من الأمل والأقتناع، يصل ابن الوردي إلى الاستنتاج الذي يبدو الأكثر منطقية وأفضل وصف لما يعنيه حقاً دفع الموت. إنه الحب الإلهي والإخلاص لله سبحانه وتعالى. وفقاً لعقله المتوهج بالحكمة، فإن هذا النوع من الولاء والتفاني هو الوحيد القادر على تحقيق السلام الداخلي والاستقرار الروحي الذين يمكن اعتبارهما نوعاً من الدفاع ضد الشعور بالعجز أمام القدر الأعظم وهو وفاة الجسد.
إن "ما يدفع الموت" ليست مجرد نظرة سطحية حول مفهوم الموت، ولكنه تحليل عميق ومتماسك لفوائد الروحانية الدينية وكيف يمكن لها أن تساعد الناس على التعامل مع الظروف الخانقة للموت وغير المؤكد. إن جمال وروعة الشعر العربي القديم تجلت بشكل واضح في هذه القصيدة الرائعة لإبن الوردي.