في رحاب الحياة الزوجية، يلتقيان قلبي عاشقين تحت نور الله وتحت مظلة نصيبهما المكتوب. إنه زواج ليس مجرد اتحاد بشري فحسب، بل هو تعاون بين خالق السماء والأرض، حيث تتقاطع مشيئة الرب مع مشيئة العاشقين لتكوين قصة حقيقية للحب والعطاء المستمر.
الزواج، ذلك النسيج الفريد من العلاقات الإنسانية، يحتاج إلى أكثر من الحب فقط؛ فهو يحتاج إلى التسليم بالقضاء والقدر. إن الرضا بالنصيب الذي اختاره الله لنا هو أساس السلام الداخلي والثبات في الشدائد التي قد تواجههما أثناء الرحلة الطويلة نحو الأفق الأخضر للأسرغة المشتركة.
إن الشعراء عبر التاريخ لم يغفلوا عن ذكر هذه القضية الحساسة في أعمالهم الأدبية. فقد عبروا عن جمال الزواج كجزء من منظومة الحياة العامة، ولكنه أيضاً رمز للتسليم بالمصير والاستسلام لإرادة الخالق. يقول أحدهم: "كما أن الشمس تحتاج للغروب كي تبدأ نهاراً جديداً, كذلك أنا وأنت يا زوجتي العزيزة نتشارك العمر بغدٍ أجمل". وهكذا فإن كل يوم يمر يجلب معه دروس جديدة وفرصة جديدة لتعزيز الروابط المقدسة وزراعة الثقة المتبادلة.
وفي نظرة أخرى عميقة للحياة الزوجية، نرى أنه رغم أنها عبارة عن مسيرة طويلة مفعمة بالتحديات والتغيرات، إلا إنها تستحق الانتظار بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. فالزوجة الصالحة هي ريحانة البيت ومصدر سعادة الأسرة جمعاء كما يؤكد الشعر العربي القديم:" كم زوجة كانت عون وانصر/ وكم زوجة كانت هم ونكير/ ولكن تبقى تلك المحبوبة/ التي تسعدنا بالحسن والإحسان."
ختاماً، الزواج رحلة روحانية وروحية قبل ان تكون علاقة مادية وبشرية. وهي ليست فقط قرار حياة فردي وإنما اتفاق إلهي يدعم بالعطف والمودّة والتسامح الدائم. لذلك دعونا نسعى دائماً لأن نعيش حياتنا بنقاء القلب وخلاصته وهو مفتاح الفرح والسعادة الحقيقيَّة في الدنيا وفي الآخرة بحول الله وإذنه.