نكران الجميل: قصيدة تتحدث عن غدر الزمن بعد العطاء

التعليقات · 0 مشاهدات

في زاوية الحياة الهادئة، حيث يجلس المحسنون بكل إباءٍ، يزرعون بذور الخير بين الناس كأزهار الربيع؛ يأتي اليوم الذي يُنكَر فيه معروفهم، ويُنسى عطاؤهم الط

في زاوية الحياة الهادئة، حيث يجلس المحسنون بكل إباءٍ، يزرعون بذور الخير بين الناس كأزهار الربيع؛ يأتي اليوم الذي يُنكَر فيه معروفهم، ويُنسى عطاؤهم الطيب، لتكون تلك اللحظة درساً عميقاً لنا جميعاً. فالنكران ليس فقط تجاهلاً للمجهود المبذول، بل هو إنكار لحقيقة بسيطة وهي أن العمل الصالح يبقى بصمة خالدة مهما حاول البعض محوها.

إن شعلة الإنسانية التي يحملها القلب الكبير ليست ملكاً لأحد سواه، فهي تضيء طريق الآخرين وتغذي روح الأمل لديهم. ولكن للأسف الشديد قد تواجه بعض النفوس الضيقة ظلال النسيان والتجاهل عندما تبدو لهم مساهمات هؤلاء الأشخاص غير مستحقة للتقدير. هذه هي طبيعة الغدر في الدهر المتغير، حين يصبح البخل والنفاق قيمة مرفوعة فوق الفضل والكرم.

لكن دعونا نتذكر دائماً أنه كما يقول المثل العربي القديم "الإحسان إلى الناس إحسان إلي نفسك"، فالجميل فعل طيب يعود بالنفع علينا حتى وإن لم يكن هناك مقابل ظاهر. فهو وسيلة لتنقية الروح وزيادة البركة فيها وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. ومن هنا فإن تقديم المساعدة والمعونة للأخرين يعد جزء أساسي من مبادئ الأخلاق الحميدة والتي تشجع عليها كل الثقافات والحضارات الإنسانية عبر التاريخ.

وبالرغم مما قد نواجهه من نقائص البشر ومعاناتهم النفسية والجسدية، إلا أنه ينبغي لنا دوماً الاحتفاظ بدائرة الخيرة ونشر حب الله عز وجل بالقرب من قلوبنا. لأن الأعمال الصالحة مثل البذور القوية لن تموت أبداً وستثمر يوماً ما - سواء مباشرة أمام ناظريك أم لاحقاً بطريقة أخرى-. لذلك دعونا نفخر بتقديم المساعدات وبناء العلاقات الإيجابية مع الجميع بغض النظر عن المكافآت الخارجية، فتلك هي الطريق نحو حياة أكثر سلاماً وأماناً وأخوة حقيقية للإنسانية جمعاء.

التعليقات