الشعر العربي القديم ليس مجرد مجموعة من أبيات شعرية جميلة، بل هو مرآة تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للمجتمع العربي في عصور ما قبل الإسلام وخلال العصر الأموي والعباسي وغيرها من الفترات الزمنية المهمة. هذا الفن الأدبي الغني كان يحمل العديد من الأغراض التي تؤثر بشكل مباشر على حياة العرب وطريقة تفكيرهم. سنتناول هنا أهم هذه الأغراض ونستعرض بعض الأمثلة الرائعة لكل منها.

1. التمجيد والفخر: كان الشعراء العرب يمتدحون قبائلهم وأسلافهم ويفتخرون ببطولاتهم ومكارم أخلاقهم. مثلاً، يقول الشاعر العربي الجاهلي طرفة بن العبد: "لَولا النَّاسُ لَمْ أَقُم مِن قَبْري/ ولِلنّاسِ فِي القَلبِ مُرتاب". هنا، الفخر بالأنساب والأصول العربية القديمة.

1. الهjай: الهजوي هي نوع شعري خاص بالانتقام والتحدي بين الأفراد أو بين القبائل. يعد امرؤ القيس واحداً من أشهر الشخصيات التي اشتهرت بهذا النوع من الشعر مثل قوله: "وإن هزمت يوماً فإن طعنة/ له مذ كنت غلاماً بها عظيمة".

1. الوصف الطبيعي: برع الشعراء أيضاً في وصف الطبيعة والمظاهر الجميلة فيها كالأنهار والنجوم والشمس والقمر. مثال ذلك: قول أبو نواس: "إذا الشمس غربت تجلى القمر... وظن الناس أنها قد حلقت".

1. الحكمة والمواعظ: استغل الشعراء الفرصة لتقديم حكم ومعاني عميقة للناس حول الحياة والحب والوفاء. يقول عمر بن أبي ربيعة: "لا خير في نعمةٍ لا تستقبل مذموما ولا يبقى الرضا إذا لم يكن سرا".

1. الغزل: شهد الشعر الغزلي رواجا كبيرا خاصة لدى شعراء العصر العباسي الذين ابتكروا أساليباً جديدة للتعبير عن مشاعر الحب والعشق تجاه الأحباب. أمثلة شواهد ذلك كثيرة ولكن سنكتفي بقول المتنبي: "ولولا التذكار ما ذكرت مسكا.. بمكانك ولا مكان غير مكان".

1. الديني والإسلامي: بعد ظهور الإسلام، اتجه الكثير من الشعراء نحو كتابة الأشعار الدينية والإشادة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبقضية الدين نفسه. من أبرز هؤلاء الشعراء حسان بن ثابت الأنصاري وهو شاعر الرسول الكريم والذي قال عنه النبي ذات مرة: "حسَّانَ صَدَقُ اللهِ في الأرض" [رواه أحمد].

خلاصة الأمر أن للشعر العربي القديم دور كبير في نقل صورة المجتمع وتطوره عبر القرون المختلفة مما يجعله موردا هائلا للأبحاث الأكاديمية وعلم الاجتماع الحديث أيضًا.