- صاحب المنشور: سامي بن منصور
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي AI على نطاق عالمي، أصبح دور هذه التقنية محور نقاش متجدد حول قدرتها على المساعدة في تحقيق الأهداف الرامية إلى التنمية المستدامة. هذا الموضوع يحمل بين طياته الكثير من العوامل المحركة والمحورية، حيث تتعدد الجوانب التي يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا بها.
الأولوية الأولى: كفاءة الطاقة وتغير المناخ
تعتبر قضية تغير المناخ واحدة من أكثر القضايا ملحة اليوم. الذكاء الاصطناعي هنا يقدم حلولاً مبتكرة عبر تحسين إدارة موارد الطاقة. فمن خلال التحليلات المتقدمة للبيانات، يستطيع الذكاء الاصطناعي التوقع بأنماط الطلب على الكهرباء والدورة الشمسية وغيرها، مما يسمح بإدارة أفضل لهذه الموارد وضمان استخدامها بكفاءة أكبر. بالإضافة لذلك، فإن استخدام الروبوتات والمعدات الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انخفاض كبير في استهلاك الوقود الأحفوري أثناء العمليات الصناعية.
العدالة الاجتماعية والشاملة
تكمن إحدى الكبوات الكبرى للتكنولوجيا الحديثة -والذي يشمل أيضا الذكاء الاصطناعي- هي احتمال خلق تفاوت اجتماعي جديد وليس سد الفجوة الموجودة بالفعل. لكن إذا تم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة وشاملة، فقد يلعب دوراً هاماً في معالجة هذه القضية. على سبيل المثال، يمكن لتطبيقات التعلم الآلي بناء نماذج تقديم خدمات صحية وتعليمية أكثر شمولا لكل أفراد المجتمع بغض النظر عن موقعهم أو وضعهم الاجتماعي الاقتصادي.
الأفكار الجديدة والأثر المحتمل
بالإضافة إلى الاستخدامات الواسعة والمعروفة حاليا لـAI مثل الرعاية الصحية والإنتاج الزراعي والنقل والبناء وهكذا، هناك مجال واسع لأفكار جديدة ومبتكرة. مثل تشجيع نظام اقتصادي دائري حيث يتم إعادة تدوير المواد وإعادة استخدامها بشكل فعال باستخدام الذكاء الاصطناعي للمراقبة والتحليل الدقيق لمجموعات البيانات المعقدة. وبالتالي خفض مستويات النفايات البيئية بشكل كبير.
في النهاية، يتعين علينا مواجهة تحديات تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي واحتمالية التأثير السلبي السلبي عليه وعلى المجتمع إن لم يكن مدروسا جيدا قبل تنفيذه. ومن ثم يأتي هدف "التنمية المستدامة" ليذكرنا ضرورة الحفاظ على توازن دائم بين تقدم التكنولوجيا والاستدامة البيئية وعدم ترك أي شخص خلف خط واحد في عملية الثورة التكنولوجية العالمية.