في رحلتنا عبر تاريخ الشعر العربي، نجد العديد من الأبيات التي تتغنّى بالعلم وتحرص على تسليط الضوء على أهميته في حياة الإنسان. هذه القصائد ليست مجرد معازف جميلة للأذن فحسب؛ بل هي مرآة تعكس مدى تقدير الشعراء للإنجازات العقلية والفكرية للبشرية. هنا بعض الأمثلة حول أفضل شعر عربي كتب عن العلم والمعرفة:
- يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي: "العلم كنز لا يفنى، والمال يذهب وينفق." هذه الأبيات توضح قيمة ومعنى الحكمة والثقافة التي تتجاوز الزمان والمكان. تعتبر المعرفة مورداً دائماً متاحاً لكل روح تبحث عنه بينما المال قد ينضب ويتضاءل يوماً ما.
- أما أحمد شوقي فيقول: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". يؤكد هذا البيت على أن تقدم الأمم وثباتها مرتبط بشكل مباشر بتقديم القيم الأخلاقية والعلمية. عندما تزدهر الثقافة والأخلاق، ترتقي المجتمعات وتزدهر حضاراتها.
- ومن أشهر أبيات شعر الجاهلية والتي ما زالت تحتفظ بشعبيتها حتى اليوم قول طرفة بن العبد: "وما كل امرئ يلبس ثوب العلا ... لكنها للرجال ثم الرجال." يدعو هذا التصريح إلى تحقيق الرفعة والتقدم من خلال التعليم والشجاعة والسعي وراء المعرفة.
- وفي القرن الرابع عشر الميلادي, كتب الإمام ابن خلدون قوله الشهري: "البَحْرُ لَا يُحصى مَن فيهِ مِن حِمْرانْ، وَالكُتبُ لَيْسَت تُحدِّدُ مُؤَلِّفَهَا". يشير هنا إلى غزارة البحوث والدراسات الموجودة ضمن المكتبة العالمية الواسعة وكيف أنها تشكل جزءا أصيلا من تراث البشرية المشترك.
- وأخيراً، لم يغفل الشاعر حافظ إبراهيم دور الطبيعة في اكتساب المعرفة حيث قال: "من أجل علم الحياة استنطق الغابات... واسمع الأشجار تتحدث بالعظائم". تعكس هذه الكلمات إيمانه بأن العالم الخارجي يمكن أن يكون مدرسة للعلم والحكمة لمن يستطيع الاستماع والاستيعاب.
هذه القصائد وغيرها الكثير تثبت لنا كيف كان الشعر وسيلة أساسية لنقل الأفكار وتعزيز قيم العلم والمعرفة منذ القدم ولغاية يومنا الحالي. إنها دعوة مستمرة لبذل المزيد لتوسيع آفاق معرفتنا وفهم العالم من حولنا بشكل أفضل.