يوسف الخال: رحلة شاعر وصحفي ترك بصمة في تاريخ الأدب العربي

التعليقات · 0 مشاهدات

ولد يوسف الخال في قريته الأم عمار الحصن بوادي النصارى بسوريا يوم ٢٥ ديسمبر ١٩١٧، ليكون فيما بعد أحد أشهر الشعراء والصحفيين اللبنانيين الذين ساهموا بشك

ولد يوسف الخال في قريته الأم عمار الحصن بوادي النصارى بسوريا يوم ٢٥ ديسمبر ١٩١٧، ليكون فيما بعد أحد أشهر الشعراء والصحفيين اللبنانيين الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير الشعر العربي الحديث. نشأ في جو أدبي غني، فوالده كاتب ومؤرخ بارع، مما شكل جزءاً أساسياً من شخصيته وشغفه بالأدب منذ صغره.

بعد انتقال الأسرة إلى منطقة طرابلس بشمال لبنان أثناء طفولته، اكتسب الخال حب الوطنين - لبنان وسوريا - اللذَين تألق باسمهما لاحقاً بفنه وبكلتا لغتيهما العربية والفارسية. فضّل دراسة الفلسفة تحت إشراف الدكتور شارل مالك قبل حصوله على شهادة البكالوريوس بتخصص العلوم. إلا أن مسيرة حياته انقطعت بسبب مرض عضال أصابه متمثلاً بسرطان الدم، ولكن ذلك لم يكن مانعا لإكماله مشواره الإبداعي حتى وفاته سنة ١٩٨٧ عن عمر يناهز السبعين عاما.

كان لشعر الخال دور ريادي خلال نصف القرن الأخير، مستلهماً تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص العاديين ومعالجاً هموم المجتمع بطريقة غير تقليدية وجريئة جعلت جمهوره واسعا ومتفاعلا مع كتاباته العميقة. وتمثل هذا التأثير الواضح عبر ديوانه الأول "الحرية"، والمكتوب ما بين سن 27 و31 سنة والذي صدر عن دار الكتاب ببيروت عام 1948. كما خلد ذكرى آماله وآلامه الأخرى في أعمال مثل "البئر المهجورة" و"قصائد في الأربعين".

لم يقتصر عطاؤه فقط داخل حدود القصيدة التقليدية بل امتدت موهبته لتشمل الترجمة أيضًا. ترجم عدداً هائلاً من المؤلفات العالمية بما فيها "وجهسوفياتي" و"الديمقراطية..أمَل البشرية الأعظم"، وغيرها الكثير ممّا نالت شهرة عالمية آنذاك. وكان مردود هذه المساهمات عظيماً إذ منحته مكانة سامية ضمن المشهد الأدبي العالمي أيامها حين تُرشح لأرفع المناصب الثقافية منها مديرا لتحرير جريدة "صوت المرأة" ورئيس مركز نشر الأنباء بالسلك الصحافي لدى منظمة "الأمم المتحدة". وتألّقت مواهبه المنوعة كذلك بمجال التدريس حيث تولى تدريس اللغة الفرنسية بكلية الحقوق جامعة القديس يوسف وكلية الآداب الجامعة الأمريكية بلبنان بالإضافة لاستضافة محاضرة شهيرة حول الثقافتْيان الشرقية والغربية ببرلين بغاية تعزيز التواصل والحوار بين الطرفيين المتعارضتين سياسياً وقتئذٍ.

وقد عرف عنه أيضا أنه مؤسسا لمجلات عدة كالفنون وهي مجلة سياسية أسبوعية نبيلة تصدر عن دار الكتاب نفسها والتي رأس تحريرها وشارك فيها قلمياً لمدة ثلاثة اعوام وخمس اشهر– وكذا نفس الأمر بالنسبة لسلسلة مقالات كتبها لصحيفتَي الشعب والصريح ابتداءً من الثامن عشر يناير عام ۱۹۵۰ واستمرت الي الخامس والعشرين أغسطس ۲۰۱۹ . كذلك فقد كانت له تجارب إبداعية فريدة مثل إنشاء أول معرض تشكيلي يحمل توقيع واحد من رواد الرسم التشكيلي المعاصر وهو الفنان المصري رشيد حسنين وقد سميت تلك التجربة باسم 'جاليري وان'. وكانت مجهوده الكبير تكريم ودعم المواهب الشابة وإطلاق جائزة تحمل اسم 'وسام يوسف الخال' تقديرا لكل من يساهم بدفع عجلة الحركة الثقافية والسرديات نحو مزيد من الرقي والتقدم.

كما ولا يمكن تجاهل الرحلات العديدة التي قام بها والتي أثرت بشكل مباشر علي نظرة عميقة للحياة السياسية والثقافية للعالم الخارجي ، سواء عند سفره إلي الولايات المتحده الامريكيه كممثل لدولة لبنان أمام هيئات العلاقات العامة للأمم المتحدة حيث عمل هناك لمدة ثلاث سنوات مثمرة أيضا ،أو زيارتِـِه المفاجئه للدوله العربيه الليبية عقب استقلالها مباشرة برفقه فريق خبراء دوليين يعمل تحت مظلة ذات الهيكل الدولي ذاته . أخيرا وليس آخرا فإن دوره الرائد كمسؤول تنفيذي رفيع المستوی بحقل الإعلام المرئي المقروء قد حققت نجاح ملحوظ جعله رمزا للإعلام الحيادي المحترف بجدارة وسط زوابع عصيبة عصفت بوسط الإعلام خلال فترة حكم الرئيس اللبناني عبد الناصر قباني ثم الإنتفاضات الوطنية ضد نظام جمال عبد الناصر نفسه مما اكسب الرجل احترام الجميع بلا استثناء وجعلت سمعته تتردد صداه حتی خارج الحدود الوطنیة فی الدولالعربية الاخرى مثل مصر والأردن وسورية وفلسطین والسعودیہ والإمارات العربیة المتحدة وكذلك المملكة المغربية الشقيقة ...

التعليقات