يُعتبر الشاعر أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكوفي المعروف باسم "المتنبي"، أحد أشهر الشعراء في العصر العباسي وأحد أهم أعلام الشعر العربي. تميزت أشعار المتنبي بالقوة والتعبير البلاغي الفائق، مع التركيز العميق على القيم الإنسانية والمواقف الاجتماعية. يُعتبر كتاباته مصدراً غنياً للتراث الأدبي والثقافي للإنسان العربي.
من بين الأبيات التي تركها لنا هذا الفنان اللفظي:
- "أنا عند حسن ظني بي". هذه الأبيات تعبر عن ثقة الذات واحترام النفس لدى المتنبي. تُظهر مدى إيمانه الواثق بكفاءته وقدراته، وهي رسالة قوية لكل فرد بأن الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح.
- كما نجد في قوله: "ليس الشأن أن تقول أنا عربي ولكن الشأن ما عرفت بالعروبة". هنا يدين المتنبي لأصوله الثقافية والعربية ولكنه يوحي أيضاً بأهمية الأخلاق والقيم أكثر من الانتماء العرقي فقط.
- ويشيد بشخصيته القائمة على الاستقلالية والفردية بأبيات مثل: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت / فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا". فيه يشجع على بناء المجتمعات على أسس أخلاقية راسخة.
- وفي العديد من قصائده، يبرز دور السلطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كالشاب يستشهد بالأمثلة التاريخية لإظهار الحكمة والحفاظ على العدل، مثل قول "إذا أنت لم تكن لعدوك سيفا * كان عليك لعدوك سيفاً".
- بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتنبي حبه للعلم والمعرفة من خلال أبهايته الشهيرة: "تعلمت حتى استحقرت العلم وما علمت إلا بأنني جاهل". وهذا يدل على تواضع المثقف وحاجته الدائمة للتعلم والنمو.
هذه مجرد أمثلة قليلة لما يمكن اكتشافه داخل العالم الخلاب الذي خلقه المتنبي عبر شعره.