في زوايا الحياة الأليمة، حيث يلوح ظل الظلم وتنتشر رائحة الفساد كرائحة كريهة، يجتمع الشعراء لإطلاق العنان لصوتهم الجريء. إن أشعارهم ليست مجرد ألفاظ متدفقة بل هي شهادات صادقة تعكس معاناة الإنسان تحت وطأة القمع والاستبداد. إنها رسائل تحذير ونداء استغاثة للمجتمع العالمي للتكاتف ضد هذه الآفات الاجتماعية التي تهدد بتقويض حقوق البشر وكرامتهم.
تستمد القصائد قوة شعاعها الغامر من تجارب مؤلفة تلك الكلمات المؤلمة؛ هم الناس الذين عانوا وأصيبوا بالأذى بسبب طغيان السلطة واستنزاف موارد المجتمع بلا رحمة. هذه الأشعار تصور عالم مظلم ومقلوب، حيث أصبح الحق باطلًا والباطل حقّاً، حيث يستغل الأقوياء الضعفاء ويغرون بالمال والقوة.
إن أغلب هؤلاء الشاعرين يعبرون عبر استخدام صور حية ومعاني رمزية عميقة حول واقع المرير للمظلومين والمقهورين. تخيلوا مشهد أطفال يلعبون بجوار محطة كهربائية مهجورة بينما ينعم آخرون بنعيم غير مستحق! هذا ليس سوى نموذج صغير لصورة تكررت مرات عديدة في أعمال أدبية كثيرة تناولت قضية عدم المساواة الاقتصادية والنظام الطبقي المتجذر في جذور مجتمعاتنا العربية والإسلامية وغيرها الكثير بالعالم.
وتستمر التصوير التشبيهي لتبرز جانب هام وهو تأثير الثروة والثروة الزائفة على الروح والجسد والأمان النفسي العام لكل فرد داخل نطاق البلد الواحد. فالثراء الحقيقي يكمن في العدالة والسعادة والحياة الطيبة وليس الكم الهائل مما لدينا خارج حساباتها الدينية والاخلاقية. يقول أحد الكتاب "الفضة والدولار لا يشتريان قيمة آدمي ولا يحميانه". وهذه المقولة تعبر بشكل جميلعن مدى هشاشة الأمن الشخصي عندما تتخطى النرجسية الحدود الطبيعية للحاجة والعيش الكريم والعيش الأخلاقي الصحيح .
وفي خضم كل ذلك الخراب الداخلي والخارجي للجسد الاجتماعي، تأتي بعض القصائد بشرارة أمل وإن كانت ضئيلة ولكنها قادرة على إيقاض مشاعر الاحتجاج والتغيير الإيجابي نحو النهضة والازدهارالحقيقي المبنيعلى أسس راسخة للقانون الشرعي المنصف للجميع بدون تمييز بين غنى وفقر قوة وضعف. لأن هدف هذه النوعيات النوعية النوعية من الأعمال الأدبية هو توصيل الرسالة إلى كافة طبقات المجتمع بغض النظرعن المستويات الثقافية الخاصة بكل منهم ، فهي تعتمد علي قدر كبير من البساطة والكلمات المرتبطةبالواقع اليومي وبالتالي انتشار واسع الانتشار لها ولرسالتها الرائدة .
تبقى شعر مثل هذه مواطن مهمة للأجيال المقبلة لنرى كيف كان العالم قبل الوصول لحاله العدالة كاملة ,وهذا ما يدفعنا للاستمرار بالسعي لتحقيق اهدافنا المشرفة بعيدا عن طرق المصالح الشخصية الضيقةوالزوال والتي تؤرق نوم الشعوب باستمرار . انها دعوات ملؤها الدعاء لله عز وجل كي نوفر لأبنائنا حياة كريمة آمنة سعيدة وأن نسهر دائما لنزيل العقبات ونرفع شعار الحريةللناس جميعا بلااستثناء فهو حلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحلم كل حر صادق يحرك قلبه الرحمه تجاه الجميع .