شعر الغزل هو شكل أدبي قديم نشأ خلال فترة الجاهلية وظل مستمرا حتى يومنا هذا. يتميز بتغير خصائصه بحسب الأنواع المختلفة له. يمكن تصنيف الغزل إلى ثلاثة أقسام رئيسية بناءً على سماته الخاصة: الغزل العذري، والفاحش، والشعر التقليدي للجاهليات.
- الغزل العذري: هذا النوع من الشعر معروف باستخدام اللغة العفيفة والألفاظ الطاهرة عند وصف المحبوب. فهو يعبر عن شدة الولوع والحنين للفراق، مع التركيز الواضح على الحزن والإحباط الناجمين عن فقدان المحبوب أو اليأس من القدرة على تحقيق الوصال معه. من أهم خصائصه هي وحدة الموضوع؛ حيث تدور كل قصيدة حول نقطة مركزية وهي الحب لفقدان المحبوب وحالة النفس بسبب ذلك.
- الغزل الفاحش: يعرف أيضاً بالغزل الإباحي، ويختلف تمام الاختلاف عن سابقه. هنا، يستخدم الشعراء ألفاظاً جريئة ووصفات تفصيلية للحياة الرومانسية، وقد يقومون بدعم هذه الوصف بإشارات جنسانية واضحة. تميز هذا النمط بشهرة خاصة في المدن وبين سكان المناطق الحضرية الذين كانوا يتمتعون بمستويات عالية من الرخاء والثروة. ضمن خصائصه الرئيسية تصوير الأحاسيس الجسدية للحب وتعداد العديد من المحبوبات عوضا عن الاستقرار على إحداهن.
- الشعر التقليدي للجاهليات: ظهر هذا النوع في عصر ما قبل الإسلام ويتضمن عناصر متعددة مثل الثناء على جمال المرأة ومواقع وجودها أثناء رحلاتها وكيف يؤثر فراقه عليها بشكل عميق. تعتبر "معلقته" لامرؤ القيس أحد الأمثلة البارزة حيث بدأ الأمر بغزلي ثم تحول لاحقا لعناصر أخرى أكثر شمولا. وبعد انتشار الدين الإسلامي، أصبح الشعر العامي أكثر طهارة وتعبيرا عن الأخلاق الإسلامية رغم استمرار استخدام مقدمات غزليّة بسيطة لتحسين الأبيات الأولى للقصة الشعرية.