في رحلة الحياة، يلعب دور الأصدقاء أهمية كبيرة في تشكيل مسار حياتنا وشخصيتنا. الصديق الحق ليس مجرد شريك وقت الضيق؛ إنه مرآة ترينا جوانب من ذاتنا قد نتجاهلها ونذكّرنا بالقيم التي نحملها. لذلك، فإن عملية اختيار الأصدقاء هي قرار مصيري يؤثر بشكل عميق في مستقبلنا.
من المؤكد أنه ليست جميع العلاقات مبنية على أساس المتانة والموثوقية. هناك من يقترب منهم بسبب مصلحة شخصية أو لحظية فقط، مما يؤدي بهم إلى الانجراف نحو طريق مليء بالمصاعب والخيبة. هذا النوع من الصدقات غير دائم وغير مفيد، لأنه يقوم على المصالح الشخصية القصيرة المدى. أما الصديق الحقيقي فهو رفيق درب يدعمك في مواجهة تحديات الحياة وعقباتها، حتى عندما يكسر الظلام نور الفرح أمام عينيك. هؤلاء هم الذين يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتك بدون مقابل مقابل خدمات قدمتها سابقاً لهم.
إن الاختيار الأمثل للأصدقاء يتطلب اليقظة والتأنّي واستشارة قلبك قبل اتخاذ القرار النهائي. افحص نواياه ومنطلقاته أولاً للتقييم مدى توافق قيمهما وقيمك الخاصة. ابحث دوماً عن تلك الروابط التي تستند إلى التفاهم المتبادل واحترام خصوصيتي الشخصَين ورغبتهم المشتركة لتحقيق هدف مشترك يتمثل غالبًا في خدمة المجتمع وبسط تأثير إيجابي عليه عبر تنمية روابط إيمانية قوية ومواقف إنسانية حميدة تسعى لتقديم المساعدة والنصح لكل محتاج مهما كانت جنسيته ومعتقده الثقافي والديني لفائدته ولغيره أيضا ممن حول العالم المنقسم الآن نتيجة الفوارق الاجتماعية والفئة الاقتصادية والأيديولوجيات السياسية المتعارضة والتي أثرت سلبياً على صورة الإنسانية الجميلة المعتمدة على الرحمة والمحبة والتعاون البناء بغرض تحقيق الإصلاح الجماعي الداخلي الخارجي داخل نفس المؤسسة الواحدة وفي كافة جوانب نشاطاتها المختلفة سواء أكانت ثقافية علمية دينية اجتماعية اقتصادية قانونية صحية وتعليمية... إلخ.
وفي الختام، دعونا نتذكر دائماً بأنَّ وجود صديقتَين اثنان خيرا لك من عشرة منافقين وخونة لأمانتك وثقتك المستمرة بهم! اختر برفقة ذكية تمتلك القدرة على تحسين عقلك وغرس المعرفة الحقيقية داخله عوضًا عن ملئه بسلوكيات سيئة مغلفة بطبقة خارجية حسنة ظاهريًا ولكن جوهرها أسود كالجحيم نفسه! نهي الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بذلك إذ قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص"، مؤكدًا بذلك ضرورة توثيق relationsshipsp بهدف تطوير الذات والسعي سوياً لنشر الأخلاق الحميدة والقيم المثلى بناءً على مبدأ الإسلام المحمدي الرباني الخالد عبر القرون والذي يحث المسلمين للحفاظ عليها وعدم ترك مجالا لاستخدام وسائل ضارة تؤذي سمعتنا وصورتنا لدى الآخرين خاصة حين تصبح هذه التصرفات موضع حديث عام وسط العامة مما يعطي انطباعات خاطئة لدى الرأي العام برد فعل سلبي ضد ديننا الحنيف ولدينه الرائع دهراً مديدًا منذ ظهور أول بشرية للإنسان الحديث أي حوالي ستة ملايين سنة مضت ولم يتوقف يوماً لغاية اللحظة الراهنة وسوف لن يتراجع أبدا لما له من خصائص فريدة تميزه وتميز أتباع رسالة نبينا الكريم الفذة المتفردة عالميا كونيه بشكل مختلف تماما عما عرفناه تاريخيًا وستكون مثال أعلى يحتذى به بلا شك بالنسبة لنا جميعا إن طبّقنا التعاليم القرآنية أصالتها بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. وفقكم الله يا شباب الوطن العربي الكبير حفظكم تحت ظل رايته الموحد البيضاء المباركة آمين يا رب العالمين!!!