علم البديع: مصطلح عربي مشتق من "البَديع" بمعناه اللغوي، والذي يشير إلى كل جديد وغريب وغير مسبوق تقليدياً. وفي اصطلاح بلاغيين العرب القدماء، يعد علم البديع فرعاً من فروع علوم البلاغة التي يهتم بها المتحدثون والشعراء لتحسين عباراتهم ولفت الانتباه إليها. يتميز بأنه يبحث عن طرق مبتكرة لإثراء النصوص عبر إضافة طبقات جمالية متعددة للألفاظ والمعاني.
نشأة هذا العلم تعود إلى الحركة البلاغية العربية القديمة، حيث كان له رواد بارزون مثل عبد القاهر الجرجاني الذي وضع معاييره الأربع لتحديد طبيعة وظيفة فن البديع في اللغة. ومن بين هؤلاء الرواد أيضاً بدر الدين الأندلسي الدمشقي، والذي ألف كتاب "المصباح في علوم المعاني والبيان والبديع"، مما ساهم بشكل كبير في ترسيخه كعلم مستقل ضمن مجالات الدراسات النقدية والبلاغية. بالإضافة لذلك، فقد فصل الخطيب القزويني فيه عن باقي العلوم المرتبطة بالعبارة والمؤثرة فيها.
يتكون علم البديع من مجموعتين رئيسيتين هما المحسنات اللفظية والمعنوية:
المحسنات اللفظية:
تهدف هذه المحسّنات إلى إعداد الصوتيات والكلمات بطريقة مميزة لجذب القرّاء واستخدام المهارات البلاغية المختلفة كالطباق والجناس والاستعارة والمجاز.
المحسنات المعنوية:
تركز هذه التقنيات على بناء المفاهيم والقيم المعبرا عنها بكفاءة وبراعة عالية مستوى التأثير والتأويل وتعدد الطبقات المعنوية للنص الواحد.
ومن أشهر الفنانين الذين طوروا نظريات ودراسات مؤثرة بهذا الشأن نجد شخصيات لامعة مثل ابن المعتز، وقدامة بن جعفر، وابن حزم الظاهري، وكل منهم ترك بصمة واضحة لدى خلفائه ممن تابع دراسة وتطبيق أسرار صنعة أدبية خالدة حتى عصرنا الحالي ولم تعد مجرد بحث أكاديمي بل أصبحت جزءاً هاماً من الثقافة الشعبية والفنية العربية عامة والشرقية خاصة.
