في زاوية القلب حيث النور يسطع، يوجد عالمٌ مليء بالمحبة والعطف، مكانُ الأمان والأمانِ النفساني؛ هذا هو بيت أمي الحنون. كم هي عظيمة تلك المرأة التي تحمل رحمة الله بين أحضانها! إنها حاضنة الروح ومرشدة العمر, رمز العطاء بلا حدود.
الأم كالوردة الفاتنة تتفتح كل يوم بنفحاتها الزكية, تعطينا الحياة بكل ما فيها من جمال وروعة. عيونها كنافذتين للعطف تلمعان دائماً بإخلاص وعهد غير مكسور. يدها الدافئة كالحرير مطمئنة لنا حتى وإن كانت الدنيا تضج بالعواصف حولنا.
شعرت بالأمان عندما كنت طفلاً صغيرًا بين ذراعيها، الآن وأنا رجل كبير السن, مازلت أشعر بذلك الشعور نفسه حينما ألمس لحظتها الهادئة. صوتها الناعم مثل ترنيمة سلام تهدئ قلوبنا وتريح نفوسنا المتعبة بعد مشقات اليوم الطويل.
معنى الامومة ليس فقط وجوداً بدينياً ولكنه أيضاً قوة روحية تساندنا خلال تحديات الحياة. هي صلاة مستمرة لأجل سعادتنا وسعادة أولادها الذين هم أغلى ثروتها.
إن كتابة الشعر عنها لن يعادل قط قطرة واحدة مما قدمته لنا، لكنها طريقة للتعبير عن حب عميق لا يمكن تقديمه إلا بكلمات ذات معاني سامية. فلنعيش يوماً واحداً لكل سنة تقضيها معنا، لنعد لها القليل من الجميل مقابل الكثير الذي فعلته بنا. فالشكر لله ثم الشكر لكم يا أمهات العالم اجمع!