يعد كتاب "حياة في الإدارة"، وهو عمل مكتوب ذاتيًا للكاتب والشاعر السياسي السعودي الراحل غازي القصيبي، رحلة ممتعة وشخصية تلقي الضوء على مسيرة الرجل الطموحة والمليئة بالتحديات داخل عالم السياسة والدبلوماسية والإدارة الحكومية السعودية. يعرض الكتاب سيرته الذاتية، حيث يرسم صورة حية لحياة القصيبي العملية، منذ طفولته المبكرة حتى تعيينه سفيراً للسعودية لدى المملكة المتحدة في عام 1992 م.

ولد غازي القصيبي في هفوف بالأحساء بتاريخ 2 مارس/آذار سنة ١٩٤٠ وتوفي يوم ١٥ أغسطس /آب لسنة ٢٠١٠ . اشتهر القصيبى بعمله كمؤرخ ودبلوماسي بارز بالإضافة لأشعاره السياسية الشهيرة ، فقد خدم خلال فترة طويلة ضمن مختلف المناصب الوزارية الهامة للحكومة السعودية بما فيها وزارة الصحة وكذا وزارة التعليم والتخطيط الاقتصادي . إلا أنه تعرض لإنتقاد شديد بسبب نشر أبيات شعر تدين الفاسدين داخل الطبقات الحاكمة مما أدى لبعده مؤقتا عن تلك الوظائف الرئيسية ليصبح بعد ذلك سفيرا بدولة البحرين قبل انتقاله مجددا للعاصمة البريطانية لندن بموجب قرار ملكي صدرعام ۱۹۹۲.

وعلى المستوى الأكاديمي، يتميز قصيب بسجل أكاديمي مشرف إذ يحمل درجة علم شرعي من جامعة القاهرة وحصل متابعة لماجيستير العلاقات الدولية كذلك دكتوراه تخصص نفس التخصص الأخير لكن هذه المرّة من جامعة كولمان بلندن وجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية .

ومن بين أشهر كتبه الأدبية والفكرية : "حبكة الحب"- "هي"- "مائة ورقة ياسمينة" –"بين مد وجزر "- "الساعي "-""قطعه هم طلعني "- ""من وجه نظري البائسه "-"لحظه تسمى عمرה”-”توحد وصراع “-“ايماء ونفاق واحتمالات اخری ” -"عصافيري" وغيرها الكثير والتي تتضمن رؤية نقدیة عميقة لتجارب صاحبها حیث تفسر الكثير ممن مواقفه الاستراتيجیه أثناء توليه لمنصبيه الرسمیه المختلفة خاصة فيما يتعلق بالقضیة الفلسطينية وبمسیرتها المعقدة.

إن "حياتہ بالإدارة"، أكثر بكثير مجرد رواية ذاتية؛ فهو أيضا دليل عملي مفيد للشبان المهتمین بحقل الخدمة العامة. يعكس النص ذاته رؤيته حول كيفية التعامل مع العقبات والحفاظ علی توازن بین الحياة الشخصية والمهنية، فضلاً عن تسليطه الضوء علي دور الزعيم المؤثر والمعرفة الواجب اكتسابھا لتحقیق نجاح فعلی في مثل هذة البيئات العمل الجاد ومتطلباتها الخاصة جدًا.