تعد صعوبات التعلم في الكتابة تحديًا أكاديميًا كبيرًا يواجه العديد من الأطفال، خاصة في المراحل العمرية المتقدمة. هذه الصعوبات غالبًا ما ترتبط بمشاكل في التوافق الحركي والبصري، بالإضافة إلى صعوبات في اللغة. الكتابة تتطلب تطوير قدرات متعددة، وبالتالي، أي اضطراب في إحدى هذه القدرات يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة على الكتابة.

اضطرابات مسببة لصعوبات التعلم في الكتابة:

1. اضطرابات الإدراك البصري: حيث يواجه الطفل صعوبة في تمييز الأشياء والصور التي يراها.
2. اضطرابات علاقة المكان بالبصر: عدم القدرة على إدراك الوضع في الفراغ وتجميع الأشياء إلى الكل.
3. اضطرابات في القدرات الحركية المرتبطة بحاسة البصر: عدم القدرة على تمييز العلاقات المكانية ومعالجتها.
4. اضطرابات التناسق بين الحركة والبصر: مثل الرسم أو إعادة كتابة ما تم إدراكه مسبقًا.

خصائص الأطفال المصابين بصعوبات التعلم في الكتابة:

1. تحتوي دفاترهم الكتابية على أخطاء متعددة تتعلق بالإملاء والتهجئة وتركيب اللغة وعلامات الترقيم، بالإضافة إلى كتابة الأحرف بشكل متشابك وغير واضح.
2. يكتبون بشكل غير واضح وغير منظم، وقد تظهر حروف محذوفة من بعض الكلمات أو حروف مضافة ليس لها علاقة بالكلمة.
3. يكتبون كل ما يخطر ببالهم دون ربط المواضيع ببعضها، حيث تكون الجمل المستخدمة قصيرة ومفككة ولا تعبر عن معنى أو مضمون واضح.
4. لا يهتمون بتصحيح أخطائهم ويقومون بتكرارها حتى بعد تصحيح المدرسين لها.
5. تكون أصابعهم قريبة جدًا من رأس القلم أثناء الكتابة.

أسباب صعوبات الكتابة:

1. أسباب متعلقة بالشخص نفسه: عجز حركي أو إدراكي، عجز في الذاكرة البصرية، استخدام اليد اليسرى، نقص الدافعية والإهمال، وعدم الانتباه للتعليمات أو لما يكتبه.
2. أسباب متعلقة بالبيئة المحيطة بالطفل: إهمال الأهل للمشاكل البسيطة منذ الصغر، التدريس القهري، وعدم إشراف المدرس على طلابه وتصحيح أخطائهم.

التقييم والعلاج:

يتضمن تقييم الطفل ملاحظته أثناء ممارسة الكتابة، مثل جلسته وطريقة مسكه للقلم ووضعية ورقة الكتابة، بالإضافة إلى ما يتم كتابته. علاج المشكلة يتطلب معرفة جيدة بها، ثم تعليم الطفل أساسيّات الكتابة وأشكال الحروف بشكل تدريجي. هنالك مراكز متخصصة يمكنها تقديم المساعدة بشكل فعال باستخدام أساليب مختلفة ومخصصة لحالة الطفل. من المهم عدم إهمال هذه المشكلة لأنها قد تؤدي إلى مشاكل نفسية مثل انخفاض الثقة بالنفس وعدم