نداء تحذيري: واقع شح المياه ونقاط التحول نحو الاستدامة

التعليقات · 1 مشاهدات

تشكل قضية نقْصِ المُياها تحديًا عالميًا مستدامًا يؤرق العديد من المجتمعات حول العالم، خاصة تلك التي تعاني بالفعل من محدودية مواردها المائية. رغم غزارة

تشكل قضية نقْصِ المُياها تحديًا عالميًا مستدامًا يؤرق العديد من المجتمعات حول العالم، خاصة تلك التي تعاني بالفعل من محدودية مواردها المائية. رغم غزارة البحار والمحيطات التي تغطي حوالي %71 من سطح الكوكب، إلا أنها عادة ما تكون مياهًا مالحة وغير قابلة للاستخدام مباشرة للإنسان والحيوان والنبات. وبالتالي فإن المعركة الحقيقية هي للحصول على المياه العذبة الضرورية لإنماء الزراعة والثروة الحيوانية وصناعة الطاقة والدخل المحلي بشكل عام.

ويرجع السبب الرئيسي لنقص المياه إلى عوامل عدة تتضمن سوء إدارة واستنزاف الموارد المتاحة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية والذي يسهم بشكل كبير في زيادة معدلات التبخر في منابع المياه الرئيسية. كما يعد فقدان الاحتفاظ بالأمطار واحتمالية تعرض مناطق واسعة للجفاف عامل آخر مؤثر بشدة سواء فيما يتعلق باستقرار القطاعات المنتجة مثل الزراعية أو بالقدرة على ضمان الوصول الآمن لمختلف المستويات الاجتماعية لإمدادات المياه الضرورية.

وفي هذا السياق، يبرز تأثير الانحباس الحراري العالمي وانحساره التدريجي لمنابع الماء التقليدية بما فيها الينابيع الصحراوية وأنهار الوادي الخصيبة والتي تعتبر مصدر رزق رئيسي للسكان المحليون اعتمادا عليها وعلى تنوع محيط حيوي طبيعي متكامل بها. ولا يغيب الجانب الآخر لهذه المشكلة وهو توسّع العمران الحضري ومخططه المدمر للغلاف الجوفي عبر امتصاص مساحات مسامية كانت تشغل سابقًا وظيفة تخزين ومعالجة هطول الأمطار.

ومن هنا تأتي الحاجة الملحة لتحويل سلوك مجتمعي تجاه استخدام موارد المياه وتعزيز جهود الرقابة الحكومية لمنع إهدار الثروة الوطنية الأكثر ثمينة بعد النفط -أي نعم! لقد بلغ الأمر مرحلة حرجة تهدد برسم سيناريوهات درامية نتيجة سياسات عقيمة أثارت مخاطر بيئية وجغرافيا وديمغرافية خطيرة للغاية. ولذلك بات واضحا أنه ليس فقط عبئا دينيا واجتماعيا ولكنه أيضا ملزم وطنيا وحقا للأجيال الجديدة بالحفظ والاستثمار بمهارة أعلى لحماية المنافع العامة وتحسين نوعية حياتنا جميعا بلا استثناء. ولمواجهة ظاهرة انخفاض حصيلة كل فرد سنويا تضمنت الحلول المقترحة دعوات واضحة لاسبانة ثقافية أكثر وعيا بطبيعة الظروف الطارئة وجهود موسعة لاستغلال طاقة الرياح والشمس بدلا من الاعتماد التاريخي الكبير على الكهرباء بالتولد وكذا انتهاج سياسة اقتصاد مدمج مع تقليل الكميات المنبعثة من الغازات الدفيئة بل وتعزيز دور الأنفاق تحت جبال لاتحتوي طبقاتها سفوح مائية مطابقة لجداول الشروط الصحية المعدنية والمعادن الثقيلة وبالتالي تجنب المخاطرة بتلويث أي مورد جديد محتمل كنتاج مباشر للتغيير المصطنع للعاديات اليومية الروتينية لكل الشعوب المضطربة حاليا بهذا الملف السياسي الأخضر مفتاح السلام ومنعه من تحوله لجمرة نار مقدسة!!

ختاما، فإن التعامل المسؤول مع وضعنا الحالي أصبح أمر ضروري جدا بغاية اتخاذ قرارات جريئة سواء بإصلاح شامل للنظام السابق أم تطوير منظومة جديدة تماما تستدعي خوض رحلة مليئه بالمخاطر ولكن أقل فتكا بمستقبل البشر والعالم اجمعه!!!

التعليقات