- صاحب المنشور: عبد الكريم اليعقوبي
ملخص النقاش:
في هذا الحوار المغربي الذكي، يجسد الخيال الأدبي عبد الكريم اليعقوبي رؤية متعمقة ومتكاملة حول الرحلات الروحية والفكرية للإنسان. يركز اليعقوبي بقوة على ثلاث نقاط جوهرية: الأول هو أهمية معرفة الذات كتكوين أولى للهوية الشخصية وخيط ربط مهم للتواصل الفعال. ثم يدخل في عمق الدور المحوري للمعلم كمكون أساسي للنظم التعليمية التي تقوم بزراعة القيم والأعراف السليمة للأجيال التالية. أخيراً، يقترح توازن صارم بين العلم والأخلاق، مؤكداً أن العلوم بدون هيكل أخلاقي قد تكون خطيرة. المجتمع المثالي حسب رؤيته هو المجتمع الذي يعيش فيه العلم والأخلاق جنباً إلى جنب بسلاسة.
هذه الأبعاد الثلاثة – معرفة الذات، الإحترام العميق للمدرسين، والشأن الحرجة للعلاقات بين العلم والأخلاق – تعد الأساس لبناء شخصيات ناجحة وطموحة تسعى لتوفير السلام العالمي وتحسين الظروف المعيشية.
يضيف الدكتور خليل الهاشمي وجهة نظر تدعم ويوسع عليها حجج اليعقوبي، مشدداً على دور المعلمين في تشكيل الأحوال الثقافية والأخلاقية للشباب. كما يتناول فكرة أهمية الموازنة بين العلم والأخلاق كخط دفاع ضد استخدام العلوم لأغراض مضرة بالإنسانية.
أما الدكتورة فكري النجاري فتطرح سؤالاً هاماً حول كيفية ضمان هذه التوازنات ضمن ثقافتنا ومعارفنا الحالية. هل تكمن الجواب في إعادة تصميم المناهج الدراسية أو في رفع الوعي الأخلاقي بمجتمعنا؟
ثم تقدم الدكتورة الدكالي الطاهري منظوراً فريداً عبر التأمل في تأثير الوسائط الإعلامية الحديثة وما أحدثته من تغييرات في طرق التواصل وفهم الذات. رغم الاعتراف بأهمية المعرفة الذاتية والإحترام للمعلمين، فهي ترى أيضاً حاجة لاستراتيجيات جديدة تستوعب طبيعة العالم المتغيرة بسرعة شديدة حالياً.
وفي النهاية، يوافق الدكتور مسعدة الشريف والدكتور الطاهر البكري على عدم إمكانية تجاهل قيمة المعلمين والمعارف التقليدية بينما نتجه باتجاه الاعتماد الكبير على التكنولوجيا المتاحة حديثاً. ويؤكدون على ضرورة التوصل لفهم شامل لماضي وحاضر العالم لتوجيه الأجيال القادمة بالطريقة الأكثر فعالية وضمانا للاستقرار.