مصر، تلك الأرض العريقة التي تعتبر مهد الحضارات الأولى، تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب كل عربي. تربعت هذه البلاد الجليل عبر التاريخ كأساس للعروض الثقافية والأدبية المتنوعة، مما جعلها رمزًا للتميز والإبداع. ليس مجرد موقع جغرافياً شمال شرقي إفريقيا، بل هي رواية تاريخية تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
الشموخ الذي تتمتع به مصر يرجع جزئيًا لقائمتها الطويلة من الشخصيات الوطنية الرائعة. بدءًا من قائدي الثورات مثل سعد زغلول وأحمد عرابي، وانتهاء بالموسيقيين والمغنين المحبوبين عالمياً - مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعمار الشريعي وغيرهم - يؤكد ذلك المكانة الفريدة لهذه الدولة في الفن والثقافة العالمية.
كما أنها موطن للعديد من العلماء البارزين، بما في ذلك الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل للكيمياء، وفاروق الباز عالم الفلك المعروف والذي يشغل منصب الاستاذ في جامعات الولايات المتحدة ويتعاون أيضاً مع ناسا.
بساطة الشعب المصري وخفته وصفاته الإنسانية الطبيعية تضفي عليها سحر خاص يعكس جوهر الروح العربية الأصيلة. الحب تجاه مصر لا يعني فقط الإعجاب بها ولكن العمل الدؤوب لتحقيق رفاهيتها واستقرار شعبها. التربية الصحيحة للأطفال تشجع على الاعتزاز بهذا البلد وتنمية الولاء الوطني لديهم، حيث يتم غرس أهمية التعليم والعمل والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني منذ سن مبكرة.
إن مساهماتها في مجال السينما تثبت مكانتها كمصدر إلهام للفنانين العرب. فقد شهدت هوليوود الشرق نمو الأفلام العربية الحديثة وتطور مهارات عديدة من ممثلين وممثلات عربيين ومصريين بارعين مثل صباح ورغده واسمهان وفريد الاطرش الذي وجدا ملاذهما هناك عندما كانت الحياة صعبة عليهم في ديارهما الأصلية سوريا. هؤلاء الفنانون يكشفون مدى مديونية بعض المشاهير الحاليين لمصر لدعم حياتهم المهنية. إنها ليست مجاملة عشوائية حين يقول البعض الآخر "من يستطيع عدم حب مصر؟". لأن جمالها وعظمة إرثها لا ينسى.