محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زيدون، المعروف بابن زيدون، هو واحد من أشهر الشعراء العرب الذين أثروا الشعر العربي بالأندلس خلال القرن الخامس الهجري (الحادي عشر ميلادي). وُلد حوالي سنة 427 هـ/1036 م في مدينة أشبيلية التي كانت مركزاً ثقافياً ذا أهمية كبيرة آنذاك.
اشتهر ابن زيدون بشعره الوجداني العميق والمعبرة. كان يتميز شعره برقة المشاعر وحسن التصوير والاستخدام البارع للألفاظ العربية. لقد عكس شعر ابن زيدون الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية لدوره الزمن. كما أنه تجاوز حدود الشجن الشخصي ليصل إلى عمق التجارب الإنسانية العامة.
بالإضافة إلى موهبته الشعرية، لعب ابن زيدون دوراً سياسياً بارزاً كوزير تحت حكم الخليفة المعتمد بن عباد. لكن هذا الدور السياسي لم يؤثر سلباً على إبداعاته الأدبية؛ بل إنه أضاف طبقة جديدة من التجربة الحياتية التي انعكست بشكل واضح في كتاباته الشعرية.
إلى جانب ذلك، يعتبر ديوان "الكميل" أحد الأعمال الرئيسية لابن زيدون والتي تضمنت قصائد غزل شديدة التأثير تعبر عن حبه العميق للملكة الوليدة. هذه القصائد لها تأثير كبير حتى يومنا هذا بسبب صدق مشاعرها وجرأتها.
في المجمل، يعد ابن زيدون نموذجاً للشاعر العامي المتألق والذي جمع بين الثقافة السياسية والشعر الرومانسي ببراعة نادرة. يُعد تراثه الأدبي جزءاً أساسياً من تاريخ الأدب العربي والأندلسي.
