رواية رجال في الشمس: دراسة نقدية لأعلام يبحثون عن ملاذ آمن

التعليقات · 1 مشاهدات

"رجال في الشمس"، وهي إحدى الأعمال البارزة لغسان كنفاني، تصدرت المشهد الثقافي العربي في الستينات. هذه الرواية التي نُشرت سنة 1963 حققت نجاحاً باهراً وا

"رجال في الشمس"، وهي إحدى الأعمال البارزة لغسان كنفاني، تصدرت المشهد الثقافي العربي في الستينات. هذه الرواية التي نُشرت سنة 1963 حققت نجاحاً باهراً وانتقلت بسرعة إلى الشاشة الفضية عبر فيلم "المخدوعون". يتميز أسلوب كنفاني باللحن الشعري والبسيط، مما يسمح للقراء باستكشاف عمق ومعنى الحكايات المعاصرة.

تركز القصة بشكل رئيسي على ثلاثة شباب فلسطينيين يعيشون ظروف حياة قاسية ومحرجة داخل وطنهم المحاصر. تسرد الرواية رحلتهم الخطيرة نحو الحرية والسعي لتغيير الواقع القاسى بأنفسهم. يُوافق الرجال على خطة جريئة للهروب من خلال شاحنة مياه كبيرة يقودها سائق غير أمين. بينما كانوا مخفيين تحت الماء أثناء عبور نقطة تفتيش الشرطة، دفء الآمال والأحلام أصبح ضرباً من ضلال عندما تعرضوا للإصابة بسبب ارتفاع درجة الحرارة واختناق الغازات المنبعثة من الشاحنة الضيقة. تنتهي الرواية بملاحظة فلسفية تُثير التفكير: لماذا لم يستخدموا الرافعات الخاصة للشاحنة للتخفيف من وضعهم العالق والمهدد بالموت؟

غسان كنفاني، كاتب وفنان ذو رؤية ثاقبة، خدم كمصدر إلهام للأجيال المتعاقبة برسائله السياسية القوية والتعبيرية الرقيقة. كانت كتاباته متاحة بعدّة لغات وحاضرة بقوة عبر أكثر من عرين ثقافي واحد. بعض أعمال كنفاني الأخرى تشمل "موت سرير رقم 12"، "عائد إلى حيفا"، و"أرض البرتقال الحزين". بالإضافة لذلك، فإنّه معروف بدوره الجدير بالتقدير في توسيع الجوانب الإنسانية والقومية للفلسطينيين خارج حدود الوطن الأم.

ولد كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين. لقد عاش طفولة مليئة بالأحداث المؤسفة؛ فقد شهد هجرة العائلة القسرية نتيجة الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى (النكبة) والتي اضطرت أفراد آل كنفاني للسفر سيرًا على الأقدام باتجاه مخيمات اللاجئين في لبنان قبل الاستقرار في النهاية بدمشق. لعبت تجاربه الشخصية دور حيوي في تشكيل مدى ارتباطه العميق بالقضايا الفلسطينية وكذا قوة مشاركاته الكتابية فيما يتعلق بإعادة بناء هويتها الوطنية وشدة مقاومتها ضد الاحتلال. رغم خاتمة حياته الدرامية المبكرة بسبب الاغتيال عام ١٩٧٢ ، ترك كنفاني ارثادبي إرثيآثرعلى السياسة والفلسفة والثقافة العربية والعالمية الطاغية إلى اليوم .

التعليقات