يُعتبر جبران خليل جبران أحد أكثر الكتاب العرب تأثيرًا في القرن العشرين. وُلد في لبنان عام 1883 وتوفي عام 1931، لكن إرثه الأدبي والفلسفي استمر حتى يومنا هذا. يشتهر جبران بروائعه مثل "النبي" التي ترجمت إلى العديد من اللغات وأصبحت رمزاً للفكر الروحي الإنساني.
بدأ جبران مسيرته الأدبية مبكرة، حيث نشر أول كتاب له وهو في سن الثامنة عشرة. ومع ذلك، غادر لبنان متوجهًا إلى الولايات المتحدة عام 1902 هربًا من الاستعمار الفرنسي وسلطة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي كانت تعارض تعليماته التربوية الليبرالية. أثناء وجوده هناك، انضم إلى مجموعة فنية معروفة باسم "التربية"، والتي تضمنت الفنانين أمثال مارك شاغال وجوزيف مارتينو. ساهم هذا الوسط الإبداعي بشكل كبير بتشكيل رؤيته للفن والأدب.
أعمال جبران تتسم بالتجديد والتعبير الحر للشعور البشري. برزت فلسفته الخاصة المعروفة بـ "الحقيقة الحرة"، وهي مدونة في كتابيه الشهيرين "النبي" و"الأجنحة المتكسرة". تنادي هذه الأفكار بحرية الإنسان وبحث النفس الداخلي الطبقات الاجتماعية والثقافية التقليدية. كما أكدت أيضا على أهمية الحب والعطاء كقوتين أساسيتين في حياة البشر.
كان لحياته الشخصية أيضًا دور بارز في تشكيل عمله. كان لعلاقته مع حبيبته ميليسنت موس، ولوحدهما تحولاهما فيما بعد إلى شخصيات أدبية مشهورة ("ألما" و"سلوميون")، تأثير واضح في كل من كتبه ومجلاته القصصية. توفي جبران بسبب مرض السل قبل تحقيق آماله الطموحة للإصلاح الاجتماعي والروحي الشامل.
رغم رحيله المبكر، ترك جبران بصمة دائمة على ثقافة العالم الغربي والعربي. أفكاره حول الذاتانية والحب والحياة ما زالت تُلهم الكثيرون اليوم. إن تراثه يدفعنا للتساؤل حول طبيعة علاقتنا بالعالم وكيف يمكننا تطوير فهم جديد لدور الفن والأدب داخل المجتمعات الحديثة والمعاصرة.