تحليل النص المسرحي يشكل جزءاً أساسياً من الدراسات النقدية للأدب بشكل عام، ولكنه يحتاج إلى منهج خاص نظراً لطبيعة العمل الفنية المتعددة الأبعاد التي يقدمها هذا النوع من الأعمال. هذه العملية تتضمن فهم السياق التاريخي والثقافي، بالإضافة إلى دراسة البنية الدرامية والنص نفسه.
في المرحلة الأولى، ينبغي على المحلل بدء التحليل بفهم سياق العمل الدرامي. هذا يعني البحث العميق حول الفترة الزمنية والتاريخ الاجتماعي والثقافة العامة التي تم فيها كتابة النص. يمكن استخدام كتب تاريخ الثقافة والأبحاث الأكاديمية كموارد أساسية للحصول على فهماً متوازناً لسياق العمل.
بعد ذلك، الانتقال نحو بناء الشخصية والسيناريو. هنا، يجب التركيز على طريقة خلق المؤلف للشخصيات وكيفية تعاملها مع بعضها البعض داخل القصة. أيضاً، كيف يتم عرض العلاقات بين الشخصيات وكيف تساهم هذه العلاقات في تقدم الحبكة وتطورها.
الجانب الآخر المهم هو بنية النص نفسها. سواء كانت مسرحية تقليدية ذات ثلاثة أعمال أو شكلاً أكثر حداثة مثل مقطع واحد، فإن كيفية تنظيم الحوارات والمواقف لها دور كبير في التأثير على الرسالة العامة للنص.
أخيراً، يأتي الجزء الأكثر حساسية وهو تفسير المعنى الإجمالي للعمل الدرامي. قد يستخدم المحللون الأدوات التالية لتوضيح ما يعنيه المؤلف بالعمل: الجوانب الجمالية (مثل الطريقة التي يتم بها تصوير المشاهد)، اللغة المستخدمة (يمكن لأسلوب الكتابة أن يكشف الكثير عن نية المؤلف)، وأخيراً الرمزية المستترة خلف كل مشهد وحوار.
بالتطبيق الصحيح لهذه الخطوات، يمكن لكل محلل أدبي تحقيق قدر كبير من الرؤى والقيم الجديدة عند تقديم تحليل عميق ومتعمق لنص درامي.
