رياض الخضراء، تلك المدينة الفريدة التي ألهمت شعراء العرب منذ القدم بجَمالها الطبيعي الأخاذ وبساتينها الناضرة. اسم رياض يعكس جوهرها، فهو مشتق من "الروضة"، والتي تشير إلى الأرض الغنية والخضراء بمياه الأمطار والجداول المتدفقة. موقعها المركزي في المملكة العربية السعودية يجعلها ليست مجرد عاصمة سياسية فحسب، بل القلب النابض لحياة البلاد.
تعد مدينة الرياض الأكبر في السعودية ليس فقط من حيث المساحة - إذ تترامى مساحتها لتصل إلى أكثر من 1,435 كيلومتراً مربعاً - ولكن أيضاً بعدد سكانها الكبير الذي بلغ نحو 5.3 مليون نسمة وفق آخر تعداد سكاني أجري سنة ٢٠١٠ ميلادية. هؤلاء يشكل الوافدون منهم حوالي ثلث سكان المنطقة مما يدل على جاذبية وموقع الرياض الاقتصادي والثقافي الهام. تنقسم الإدارة المحلية لهذه العاصمة الواسعة عبر خمس عشرة بلدية رئيسية لكل منها خصائصها وأحيائها الخاصة بما فيها الروضة والعزيزية والنسم وغير ذلك كثير.
تاريخ الرياض غني ومعقد؛ فهي مهد حضارات قديمة مثل قبيلتي طسم وديس اللتان أسستا أولى معاقلهم هنا تحت مسمى حجر اليمامة خلال القرون الأولى للهجرة الإسلامية. تحولت فيما بعد إلى مركز تجاري نابض بالحياة يجمع بين المقايضات التجارية القديمة والأحداث الثقافية الحديثة. اليوم، الرياض لم تعد مجرد واقعة جيوسياسية مهمة فحسب بل رمز للتقدم والتطور بطابع حديث بارز تضفي عليه المشاريع العقارية العملاقة والإنجازات الهندسية المعاصرة رونقا خاصا. إنها الوجه الأكثر بروزا لعصر النهضة السعودي الحديث ومنطلقٌ للإمكانيات المستقبلية العديدة.