• صاحب المنشور: وسيم المزابي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتماد العالم الرقمي والتطبيقات الذكية، يتغير دور التكنولوجيا داخل الأسرة. هذه التحولات تشكل تحديات جديدة للعلاقات الأسرية التقليدية، مما يجعل التعامل معها أمراً بالغ الأهمية. فمن جهة، تعزز الإنترنت والوسائط الاجتماعية الروابط بين أفراد العائلة الذين يعيشون بعيداً جغرافياً؛ ومن جهة أخرى، قد تقوض الاتصال الشخصي والمباشر الذي كان أساسياً للحياة الأسرية.

آفاق متعددة للتأثيرات

التواصل الفوري ولكن...

تتيح لنا وسائل التواصل الحديثة مثل WhatsApp, Facebook, وSkype فرصة البقاء على اتصال دائم بغض النظر عن المسافة الجغرافية. يمكن للأبناء خارج الوطن الآن مشاركة يومياتهم وأفراحهم وأحزانهم مباشرةً مع آبائهم وبقية أفراد العائلة. هذا النوع من التواصل المستمر يوفر شعوراً بالأمان والألفة للمسافِرين ويخفف الشعور بالعزلة. لكن مقابل ذلك، ربما تؤدي هذه الوسائل أيضاً إلى تراجع الوقت الحقيقي للجلوس سوياً كعائلة والاستمتاع بالتواصل غير الافتراضي. فقد ينشغل الجميع بأجهزتهم الخاصة أثناء وجودهم تحت سقف واحد بدلاً من الاستفادة من لحظات الراحة المشتركة.

التعليم الإلكتروني وضبط الحدود الزمنية

التعلم عبر الإنترنت أصبح واقعة حقيقة اليوم أكثر منه خيارا. توفر الكتب الرقمية ومقاطع الفيديو التعليمية العديد من الفرص لتعلم المهارات الجديدة وتحسين المعرفة الشخصية. كما أنها تسمح بإمكانية الوصول لموارد لم تكن متاحة سابقاً لكل فرد حسب سرعه وتوقيته الخاص. إلا أنه قد يؤثر كذلك على تنظيم وقت الدراسة وقد يشجع على العمل بلا حدود زمنية واضحة مما يؤدي لصرف انتباه الطلاب عن الأعمال الأخرى مثل الرياضة أو النوم أو حتى القراءة الكتابية الفعلية والتي تعتبر ضرورية لتطوير مهارات القراءة والفهم لدى الأطفال والشباب.

الإدمان والسلوك السلبي

إن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ويمكن للأطفال الصغار والكبار أيضًا الانغماس فيه لفترة طويلة للغاية الأمر الذي يمكن أن يؤدي بالإفراط والإدمان عليه ليس فقط بالنسبة لاستخدامه بل أيضا للإصابة بسلوكيته السلبية التي تنتج عند تعرض المستخدمين لأنواع مختلفة من المحتوى الضار وغير المناسب والذي غالبا ما يستهدف الجمهور الشباب. إن عدم القدرة على التحكم بمحتوى مشاهدة محتوى الشبكات الاجتماعية له عواقب وخيمة تتضمن مشاكل الصحة النفسية والقلق والتوتر وساعات نوم سيئة بالإضافة لأسلوب حياة ضائع حيث يقضي معظم الناس ساعات طوال أمام الشاشات الصغيرة مغيبين بذلك أهم جوانب حياتهم كالرياضة والحركة والعادات الغذائية الصحية وغيرها الكثير! لذلك بات واضحا ضرورة وضع قواعد واستراتيجيات منزلية محكمة لتحديد مدخلاتها ومخرجاتها أمام الشاشة ضمن بيئة المنزل الخاضعة لرقابة ذوي القرار خصوصاً الأولاد قبل سن الثامنة عشر عامًا وهو السن القانوني الذي حددت به الهيئة العالمية لإيقاف تجنيد الطفل للشاشات بحلول العام المقبل ٢٠٢٥م .

في النهاية، بينما تقدم التكنولوجيا مزايا عديدة لعالمنا الحديث، فإن مسؤوليتنا الأخلاقية هي التأكد بأن نستخدمها بطريقة مسؤولة وصحيحة تضمن بأن تستمر روابطنا الأسرية قوية ومتينة رغم كل التغيرات المرتبطة بها. إنها دعوة للاستمرار بالموازنة بين الاكتشاف المستمر للعصر الجديد وبين المحافظة الجادة علي تراثنا الثقافي الديني وتعليم ابنائنا قيم الصداقة الإنسانية الأصيلة المبنية علي المكالمات الهاتفيه المقابلات الوجه الي وجه وليس مجرد الرسائل القصيره المنتقاه جيدآ ولا تصرح بانفعال صاحبها فعليَّا وفعلاََََََْ.