تعد الابتسامة رمزاً من رموز الجمال الداخلي والخارجي للإنسان، فهي ما يبزغ في وجه صاحبها نورًا وسحرًا، وينشر دفءً ورزقًا لمن حوله. إنها تلك الطاقة الإيجابية التي تخترق الحواجز وتزيل الأحزان، لتكون جسراً للتواصل الإنساني والحميمية الاجتماعية. إن بيان الشاعر جورج غوردون بايرون بأن "الابتسامة الرقيقة زورق حالم يسعى نحو شاطئ الأمان"، يختصر معنى عميقًا لهذه التصرف البسيط ولكن ذو الأثر الكبير. إنه فعل بسيط لكنه قوي التأثير، يمكن أن يحقق المعجزات في حياة الأشخاص الذين يمارسونها ويتلقونها.
ومن منظور ديني، تأكد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية الابتسامة في حديثه الثابت, حين قال:"تبسمك في وجه أخيك لك صدقه". وهذا يدل على أنها ليست مجرد عمل اجتماعي فقط، وإنما أيضًا عمل إيماني يقابل بالفضائل والثواب العظيم عند الله عز وجل. لذلك، فإن تبادل الابتسامات يعتبر نوع من الصدقات الخفية التي تُقدم بلا مقابل إلا جزيل المكافأة الدنيوية والأخرى الآخروية.
لا تقتصر وظائف الابتسامة على كونها مدخل للحب واحداث القدرات البشرية للتوصل إلي طرق جديدة للأمام ، بل ايضا تساهم بشكل أساسي في مكافحة الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والشعور بالإحباط . فعندما يشعر شخص بالحزن أو اليأس، تلقي ابتسامة صادقة والدفء المجتمعي المرافق لها , ضوء امل جديد ومنارة رجاء بدلاً عن ظلمة الألم والعزلة.
كما توضح التقارير العلمية الحديثة وجود علاقة وثيقة بين الصحة العامة والسعادة الشخصية باستخدام الابتسامات المتكررة . فأصحاب الوجه المبتسم يتميزون بمستويات أعلى من هرمون السعادة "الإندورفين", وهو عامل رئيسي في تقليل مستويات القلق وتحسين نظام المناعة لديهم بالإضافة لإعطاء نظرة أكثر اعتدالا وصبر تجاه المواقف المختلفة.
وفي نهاية المطاف، تشكل الابتسامة جزء اساسي من الاخلاق الحميدة كالصدق والصراحة والكرم مما يجذب الاشخاص نحوك ويعزز مكانتهم الاجتماعية ويساعد في بناء مجتمع متماسك ومتعاون ومترابط بفضل الرحمة والمشاركة والإيثار. فلنجعل منها هدفا يومياً لنا جميعًا لنزرع الخير ونحقق السلام وننتصر بالعزة الداخلية والسلوكيات الطيبة حتى وان كان ذلك بمجرد لمسة أمل صغيرة عبر خطوط التعايش الانسانيه المشتركه والتي تبدأ دائماً بنظرة محبة .. ابتسامة صفراء!!
