يُعدّ الشاعر السعودي الراحل بدر بن عبد المحسن أحد أبرز شعراء القصيدة العربية الحديثة، والذي برز بصوته المتفرد وأسلوبه الفريد في تناول مواضيع الشعر المختلفة. جاءت قصائده كمرآة تعكس هموم المجتمع العربي وقيمه الأخلاقية والإنسانية العميقة. يتميز شعر بدر بن عبد المحسن بالعمق والحكمة، فهو يستخدم اللغة الشعرية ليتحدث عن القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة مقنعة ومؤثرة.
كان للشاعر حياة حافلة بالإنجازات الأدبية والتقدير الكبير لإسهامه البارز في المشهد الشعري الخليجي والعربي. ولد في مدينة الرياض عام 1948 وتلقى تعليمه المبكر هناك قبل أن يسافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية. تأثر بشدة بمجموعة من الشعراء والمفكرين خلال تلك الفترة، مما شكل رؤيته الأدبية واتجاهه الإبداعي لاحقاً.
إن قصائد بدر بن عبد المحسن تمثل خزاناً للمواقف الإنسانية النبيلة، ففي "العابرون"، يصور لنا رحيل الحياة وضرورة احترام تقدير الآخرين، بينما تستعرض "أحلام المدينة" أحلام الشعب وآمال المستقبل في ظل تحديات الواقع الاجتماعية والسياسية المعقدة. تُعتبر هذه الأعمال انعكاساً لقوة لغته وصوته الشعري الجذاب، وقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراث الشعر العربي الحديث.
بالإضافة إلى ذلك، ترك بدر بن عبد المحسن أثراً عميقاً عبر مشاركاته السياسية والنقابية داخل المملكة وخارجها. فقد كان عضواً فاعلاً في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وأحد مؤسسي الجمعية السعودية للإعلاميين الرياضيين. كما ترأس اتحاد الكتاب والأدباء السعوديين لمدة طويلة، ما يعكس مكانته المرموقة بين زملائه المثقفين والفنانين.
على الرغم من وفاته المفاجئة في عام 2002، إلا أن إرث بدر بن عبد المحسن مستمر حتى يومنا هذا. إن تأثيره الواضح في مشهد الشعر السعودي والخليجي يشهد لتأثيره الدائم وسلطانه اللفظي الثابت. وبذلك يبقى اسمه مرتبطا بحركة النهضة الثقافية التي شهدتها المنطقة منذ ستينات القرن الماضي وما بعدها مباشرةً.
