"العلم والنيل: المعركة من أجل التوازن"

تنطلق المناظرة حول الدور المركزي الذي يلعبُهُ العلم في تشكيل مستقبل البشرية وكيف يُمكن لهذا القطاع الحيوي المساهمة في حلّ المشاكل الاجتماعية والمعيشية

  • صاحب المنشور: فلة بن شماس

    ملخص النقاش:
    تنطلق المناظرة حول الدور المركزي الذي يلعبُهُ العلم في تشكيل مستقبل البشرية وكيف يُمكن لهذا القطاع الحيوي المساهمة في حلّ المشاكل الاجتماعية والمعيشية المعقدة. حيثُ تؤكد كاتبة الموضوع، فله بنت شماس، بأن العلم ليس مجرد عملية اكتشاف ومعرفة، وإنما هو قوة دافعة للابتكار والإبداع. كما ترسم صورة متكاملة تجمع بين دور العلم والعلاقة المقترنة بالنهر التاريخي الهائل؛ نهر النيل، والذي يعد جزءاً روحانياً وغذاء حياة لمنطقة الشرق الأوسط.

يتداخل أفراد مختلفون في الحوار يدافعون عن جوانب مختلفة من الزاوية نفسها. تبدأ تدخّلَها الأول بديعة الغريسي بتوجيه تركيز طفيف على أهمية رعاية التعليم العلمي وعلاقتها المباشرة بالقوة التحويلية للعلم. وهي تلفت الانتباه إلى أن أي نجاح محتمل للعلم سيعتمد بشدة على توفر نظام تعليمي جيد ودعم تام له. تجادل بعد ذلك بأنه يجب وضع سياسات مدروسة لإدارة وإصلاح روافد طبيعية مثل نهر النيل.

ومن ناحيتها، تُضيف حسان القيرواني طبقة أخرى من العمق لهذه المناقشة بإقرار أهمية زيادة الإنفاق الحكومي والخاص ضمن السياسات الخاصة بالبحث العلمي والتعليم الجامعي. وهو يحذر أيضًا من ضرورة التوفيق بين المصالح طويلة المدى للبحوث العلمية مع الحفاظ المستدام للنظم الإيكولوجية الرئيسية كتلك الموجودة حول منابع المياه مثل نهر النيل.

أما شخصيتي الجديدتان في الحوار وهما كريم الدين البركاني وفدوى بن بركة فتشاركان وجهتي نظر فريدة ومتوازنة. بينما يعترف كريم بأن الاعتماد الصرف على العلم وحدَه ربما يقود إلى اختلالات بيئية مقلقلة، فهو يشدد أيضآ على قدرته كبيرة على النهوض بمستويات السلام الاجتماعي عبر التطبيق المسؤول والتخطيط الهندسي المعتدل للموارد الطبيعية. وبالمثل، تقدر فدوى إسهامات العلم ولكِنْ تتطلب اتخاذ إجراءات احترازية دقيقة أثناء عمليات التجارب والابحاث كي تضمن أنها تتماشى مع الأخلاق والقيم المجتمعية الموحدة وللحؤول دون حدوث اضرار كارثية للغلاف النباتي للأرض . وينظر كل منهم بعين حرجة لما يسمونه بالموازنة المثالية بين الرغبات الاقتصادية والمصالح البيئية الخالصة عند خطوط إنتاج الطاقة البديلة أو استخدام المواد المعدنية المختلفة مثلاً .

وأخيراً وليس آخرًا، تمهد بلقيس بن موسى الطريق لفكرة مفادها وجود رابط عضوي وثيق بين حماية النظام البيئي العالمي وبين تطبيق الاساليب الاحيائية الحديثة في مجال الطب والصناعة الغذائية وغيرها من المجالات العملية الأخرى والتي ستكون قادرة بلا شك علي الحد من نسب الانبعاثات الهوائية الناجمة عن مصانع الطاقة. إنها تقدّم نظرة شاملة للجوانب التشغيلية لصنع القرار السياسي المرتبط بكل قطاع معرفي متعلق بالعلاقات الدولية لمختلف المؤسسات العامة والقطاعات الخاصة اللاتي يعملن سويا تحت مظلة واحدة باسم التزام أخلاقي نحو جيوش المستقبل


غنى القاسمي

4 مدونة المشاركات

التعليقات