يتألق الشعر العربي بتنوع أغراضه وأساليب تعبيره التي تعكس عظمة اللغة العربية وفنونها الأدبية المتنوعة. ويحتل الشاعر المصري الراحل فتحي سعيد مكاناً مرموقاً ضمن صفوف شعراء مدرسة أبولو الذين بشروا بالأدب الحديث ودعوا إلى تجديد الأسلوب الشعري التقليدي. كانت قصائده مرآة صادقة لأحاسيسه العميقة ومشاعره الجياشة تجاه الحياة والمجتمع والحب والطبيعة أيضاً.
ولد مفتاح محمد سعيد الشهير بفتحي سعيد عام ١٩٠٥ وتوفي سنة ١964 تاركا خلفه إرثا أدبياً غزيرا يشمل أكثر من عشرة دواوين شعرية بارزة مثل "أوراق الخريف"، و"الأرض الطيبة". يتميز شعره بالحس الإنساني النبيل والتعبير الدقيق لمشاعره الداخلية. يميل نحو تصوير الطبيعة واستخدام التشبيهات المجازية الغنية لوصف حالته النفسية والعاطفية مما يعطي عمقا رمزيا لدى القارئ ويعزز قيمة التجربة الذاتية داخل القصائد.
ومن أشهر ما كتب عنه الناقد الكبير طه حسين عندما وصف شعر الفتي بأنه "شعر حزين ينضح حزن الفكر وحزن العينين معا." فشعره يحوي الكثير من الحزن والألم لكنه أيضا مليء بالإلهام والنور الداخلي للإنسان. إنّه يستخدم الصور البلاغية بشكل مميز لإعادة خلق اللحظات الجميلة للحياة اليومية وبالتالي فهو يدخل قلوب القرّاء بطريقة فريدة وجذابة.
تتمتع أعمال فتحي سعيد بمكانة خاصة بين الدراسات النقدية للأدب العربي المعاصر بسبب تركيزها الواضح على الرؤى الشخصية للعالم الخارجي وعلاقة الإنسان بها سواء كان ذلك في الحب أم الوحدة أم الفرح أو الأسى..الخ . تعتبر كتاباته مصدر إلهام لعشرات الكتاب والشعراء منذ عقد الأربعينات حتى يومنا هذا وذلك لما تتميز به من اصالة في الأفكار والسلاسة في الأداء والقدرة الاستيعابية لدي الجمهور المختلفة ثقافتهم وانتماءاتهم الاجتماعية والسياسية . وهكذا فإن اسم فتحي سعيد سيظل مرتبطا بالنصوص الشعرية الرائعة التي نالت شهرتها المستحقة والتي تعد جزء هاماً ومتفردا من المشهد الثقافي للدولة المصرية والقومية عامةً .