نجيب محفوظ، واسمه الكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا، هو واحد من أشهر الكتاب العرب الذين أثروا المكتبة العربية بأعماله الغنية. ولد في الحادي عشر من ديسمبر عام ١٩١١ في القاهرة، لعائلة تعمل في القطاع العام. نشأ في الأحياء الشعبية للقاهرة مثل الجمالية والعبدلية والحسين والغورية، مما شكل رؤيته للحياة الإنسانية وتأثر بها بشكل كبير فيما بعد في كتاباته.

بعد دراسته للفلسفة وحصوله على بكالوريوس الفلسفة من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) عام ١934، بدأ مسيرة احترافه الكتابة. ساهمت تجربته العملية أيضًا في تشكيل شخصيته كمبدع عندما عمل مراسلًا صحافيًا بمجلة "رسالة الهداية" ومحررًا بجريدتي "الأهرام" و"روز اليوسف". وبفضل مواهبه الأدبية المتفردة، أصبح أول عربي يفوز بجائزة نوبل للأدب سنة 1988 تقديرًا لإنتاجه الرائع والبارز عالميًا.

وقد اتسمت مسيرته بالإخلاص لوطنه مصر وحبه لها، كما ظهر واضحًا عبر الكثير من أعماله بما فيها روايته الأشهر "رادوبيس"، وروايته الثانية الشهيرة "كفاح طيبة". أما بالنسبة لأشهر مجموعاته الثلاثية فهي: بين قصرين، قصر الشوق والسكرية والتي تعد جزء أساسي من تراث أدبي عظيم مازالت تؤثر حتى يومنا الحالي.

ومن جانبه فقد كانت رواية "أولاد حارتنا"، رغم أنها تعرضت لحملة شعواء عقب صدورها نظرا لتناولها لامرأة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطريقة اعتبرها البعض غير ملائمة دينياً، إلا أنها تعتبر عملاً بارزاً يظهر قدرة المؤلف البلاغية وكيف أنه يستطيع التنقيب داخل المجتمع العربي بكل همومه وهموم الإنسان البسيط فيه متحديا بذلك كل الحدود التقليدية للخيال والقراءة.

نظرة عامة على بعض مؤلفات نجيب محفوظ الأخرى تكشف تنوع ميوله الكتابية وعطاءه المستمر للإبداع. مثله الأعلى في هذا السياق مجموعة "دار العجائب"، التي تضمنت مراجعات نقدية وتجارب شخصية غنية حققت له مكانة متميزة لدى القرَّاء العرب وغيرهم حول العالم. بالإضافة لما سبق ذكره فإن سيرته الذاتية تحت اسم "الحياة والموت" تحتوي معلومات مهمة تفصح عنها لأول مرة.

لقد عاش حياته مليئة بالأحداث المثيرة للاهتمام ولكنه توفي هادئ القلب والفكر مساء الأربعاء الموافق تاريخ ٢٠ أغسطس/آب لسنة ٢٠۰۶م تاركا خلفه إرث أدبي خالدا سيظل مصدر إلهام للشباب والشيوخ alike .