اشتهر نزار قباني، أحد أهم شعراء العربية المعاصرين، بلقب "شاعر الحُب والمرأة"، لكن دوره لم ينحصر فقط في هذا الجانب الرومانسي. ولد قباني في دمشق عام 1923 وتوفي في لندن عام 1998، ترك بصمة واضحة في المشهد الأدبي والثقافي العربي. رغم جذوره الدمشقية الغنية بالأدب والفلكلور، فقد اكتسب نزار حب الفنون منذ طفولته، خاصة الفنون البصرية والموسيقى. بدأ مشواره الأدبي مبكرًا خلال دراسته الجامعية حيث نشر أول ديوان له تحت عنوان "قالت لي السمراء".
بعد تخرجه من كلية الحقوق عمل كمستشار قانوني في وزارة الخارجية السورية قبل أن يحصل على عدة مناصب دبلوماسية مهمة بما في ذلك سفير لسوريا في المملكة المتحدة وفي تركيا والصين وإسبانيا. ومع ذلك، اختار فيما بعد الانقطاع عن السياسة ليستأنف مسيرته الشعرية بشكل مكثف بدءاً من الستينات. تطورت مواضيع شعر نزار من التركيز على وصف الجمال الأنثوي إلى معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، خاصة بعد هزيمة يونيو/حزيران عام 1967 والتي أدت لإنتاج أعماله الأكثر شهرة مثل "هوَامِشٌ علَى دفَّاتر النَّكسَة".
على الرغم من حياته الشخصية المضطربة - زواجتان انتهى الثانية منهما بكارثة شخصية مؤلمة حين قتل زوجته الثانية بلقيس راوي في انفجار السفارة العراقية في بيروت- ظل نزار متمسكًا بالحياة ومواصلة الإبداع حتى نهاية أيامه. تُعد قصيدته الشهيرة "بلقيس" تكريمًا لأحبائه الذين رحلوا عنا. عاش آخر أيام حياته بين العاصمة الفرنسية باريس وجنيف السويسرية قبل الاستقرار نهائيًا بلندن حيث فارق الحياة عام ١٩٩٨ عن عمر يناهز السبعة وخمسين سنة.
بالإضافة إلى لقب "شاعر الحُب والمرأة"، يُطلق عليه أيضًا لقب "خادم الحرية"، وذلك نظرا لاستخدام شعره الفني لتوصيل رسائل ضد الظلم والقهر، مما جعله رمزا لنضالات العرب اليوم وغدا إرثه مصدر إلهام لجماهير واسعة عبر العالم العربي والعالم ككل.