تعد رواية "أبحث عن نفسي"، وهي عبارة عن ثلاثية قيمة كتبها الكاتبة البحرينية فتحية ناصر ونشرتها دار نشر متخصصة، عملاً أدبياً مهماً يستعرض بإسهابٍ العمليات النفسية والمعقدة لموضوع البحث عن الهوية الشخصية والإنسانية الواسعة. تتضمن الرواية، المؤلفة من عشرة فصول رئيسية وأربعة وأربعون فرعية، دراسة مكثفة لتناقضات النفس الإنسانية وصراعها الداخلي المستمر لفهم الذات ومواجهة تحديات الحياة بكل منعطفاتها. تقدم لنا فتحية ناصر رؤية دقيقة وشاملة لمسيرة شخصية أمل، الباحثة عن هويتها وسط بحر من المشاعر والأفكار والتوجهات اليومية، متتبعةً رحلتها نحو اكتساب الثقة بالنفس ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهَا.

وتتميز الرواية بروايتها المكثفة للأحداث والحالات الإنسانية عبر سرد مباشر وحساس يركز على القيم والمبادئ الخالدة مثل الحق والحرية والعدل وغيرها. يتم عرض تطورات المواقف السريعة وتعقيداتها ضمن بنية سردية تجمع بين الصوت الأحادي للقاصة مع التجسيد الفني للواقع الاجتماعي والسياسي والديني للشعب البحريني. وفي حين يبدو حبكة العمل واضحاً وبَصَراً، إلا أنها تستند إلى فلسفة إيديولوجية واسعة تمتد جذورُها إلى تعمق الكاتبة في ثقافات متنوعة وعلاقات شائكة بين مختلف المجموعات الدينية والعرقية داخل مجتمع المنطقة وخارجها.

تبدأ الرحلة الأدبية بفكرة الرسائل؛ فأمل، بطلة الرواية، ترسل رسالتها إلى شخص مجهول ليبدأ سيرورة القصّة وسرد أحداث حياة أمل الخاصة. تسافر قارئات الرواية -إلى جانب أمل نفسها- عبر فترة شبابها وزواجِها وانتماءِها لعائلة تقليدية محافظة. هنا تحدث العديد من صدامات الثقافتين المحلية والعصرية نتيجة صداقة أمل المقربة برباب، والتي تمثل نموذج المرأة الحديثة الملتزمة بحقوق نسائيَّة واجتماعية أكثر تفتحاً وانفتاحاً بالنسبة لشابة نشأت وسط بيئة محافظة محافظة محافظة محافظة محافظة للغاية محافظتي للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية للغاية

بحلول نهاية الرواية، تخوض المسافرات معنا جميع مراحل التحولات التي تمر بها أمل أثناء انخراطها بالعلاقات العاطفية المتنوعة بداية بصديق أبيها مرورًا بمدرِّسهَا وحديثاً زميل الدراسات الأكاديمية فقير الثراء لكنه ملتحق بالحركة الإسلامية المحلية الناشطة آنذاك والذي سوف يُمثل نقطة التحول الرئيسية فيما تبقى من مسيرة heroineeءْ! إنها قصة بحث صادق وجامح للتعرف علي النفس تحت ضغط التأثيرات البيئية المتغيرة ودوران عجَل الزمان المعقد جدَّا إن كان حول مواقف سياسيَّة أم مفاهيميَّة مجردة تمامًا.. إنه حقٌّا فنٌّ أدبيّ مُتمكِن يعرض تجارب جَميلة الواقع الحقيقي لمنطقة الشرق الأوسط ويسلط الضوء كذلك على التعقيدات المرتبطة برفضيتهم العام تجاه المُغيّر الجديد مستوحى منها دلالة اسم الكتاب \"البحثعننَفْسى\".