- صاحب المنشور: نادر بن شعبان
ملخص النقاش:تواجه العالم اليوم أزمة لاجئين معقدة ومستمرة تكتسح العديد من البلدان حول الكوكب. هذه الأزمة التي طال أمدها خلقت تحديات غير مسبوقة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وتؤكد الحاجة الملحة إلى حلول شاملة تعكس القيم والمبادئ الإنسانية الأساسية.
جذور المشكلة والأسباب الدافعة للهجرة
على الرغم من أن الظروف المختلفة يمكن أن تكون عاملاً دافعاً للنزوح، إلا أنه عادة ما تكون هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في هذا الوضع: الصراع، الفقر، والتغير المناخي.
- الصراعات: يعد النزاع المسلح أحد أكبر محفزات الهجرة قسراً. سواء كان ذلك نتيجة للحروب الداخلية أو التدخل الخارجي أو الإرهاب، فإنه يؤدي غالباً إلى هلاك الأرواح وخلق بيئة خطرة للغاية حيث يشعر الناس بالعجز عن البقاء بأمان في وطنهم الأم.
- الفقر: يعتبر محدودية الوصول إلى الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه الصالحة للشرب والتعليم والصحة العامة أيضاً سببا رئيسياً لإجبار الأفراد والعائلات على مغادرة منازلهم بحثًا عن حياة أفضل. وقد أدى عدم المساواة الاقتصادية والظلم الاجتماعي عبر الحدود الوطنية إلى وجود مناطق يصعب فيها العيش بشكل آمن وكريمة.
- التغير المناخي: إن الآثار المدمرة لتغير المناخ تشمل الجفاف والجفاف الزائد مما يتسبب في انعدام الأمن الغذائي وهجرة السكان الذين يعتمدون على الأرض كمصدر رزق أساسي لهم. كما يتمثل خطر ارتفاع مستوى سطح البحر في خسارة المناطق المنخفضة ويعد تهديداً مباشراً للملايين يعيش معظمهم في بعض الدول الأكثر عرضة لهذه المخاطر.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها
تلقي هذه الموجات المتتابعة من اللجوء عبئاً هائلاً ليس فقط على الحكومات المحلية ولكن أيضًا المجتمع الدولي برمته. إنها تؤثر بعمق على جميع القطاعات تقريبًا، بداية بالمساعدات الإنسانية وانتهاء بالتكامل الثقافي والحفاظ عليه داخل مجتمع الهدف واستمرار التعايش السلمي بين الشعوب . ومن أهم تأثيراته ما يلي:
- الضغط على الخدمات العامة : تتزايد طلبات الرعاية الصحية والإسكان والدعم التعليمي وسط نقص شديد بالموارد اللازمة لتلبية الطلب. الأمر الذي قد يستنفذ بنيان الدولة المضيفة قبل فترة طويلة حتى تتمكن شبكاتها الاجتماعية الأصلية من التعامل معه بصورة فعالة.
- التنقل المؤقت للأعمال اليدوية: ترتبط معدلات الوظائف ذات الرواتب الصغيرة وغير المنتظمة ارتباطا وثيق بعمل الأشخاص هنا باحثين عن فرص عمل في قطاعات مثل البناء والنقل والبنية التحتية. وعلى الرغم من كون العمالة الوافدة قوة محركة للاقتصاد أثناء عمليات إعادة البناء بعد وقوع كارثة طبيعية كبيرة ، فإن استقرار سوق العمل الأصلي معرضٌ للخطر عند تفاقمه لفترة زمن ممتدّة . وهذا بالإضافة لاحتمالية حدوث نقمة اجتماعية تجاه هؤلاء العمال بسبب ظاهرة "البغض الخاص" المعروفة والتي تصيب المواطنين البيض ضد ذوي الخلفيات العرقية الأخرى عندما تجتاح موجة كبرى مؤقتة مكان عملهم بالسوق المحلية .
- تغيُّر في التركيبة السكانية والثقافية : ينطوي نزوح جماعي كبير بمجموعاته الخاصة ضمن تلك المجتمع الجديد محل الاستقبال نحو تغيير تركيبتهم الدينية والقومية والثقافية؛ وذلك بطريقة ربما تخالف سياساتها المستقبلية بشأن ضبط الهويات الوطنية الجامِعة للمقيمين لديها وكذلك حماية حقوق الأقليات التاريخية بها ذات توارد الدم القديم والذي شكل تاريخ البلاد الحديث منذ أزمان مديدة مضت بتلك المقاطعات نفسها وما حملته لها عبر مراحل متعاقبة من البداوة والاستيطان ثم دولة المدن الحديثة . وبالتالي فهناك مخاطر واضحة بإمكان أي تغييرات مفاجأة تطرأ لهذا الجانب التأثير سلبيًا إذا لم تخضع لبرامج مواكبة تعديل السياسات الوطنية للتكيف مع واقع جديد مختلف تمام الاختلاف فيما يت