الشتاء، ذلك الفصل الذي يجمع بين البرودة القارسة وروعة الطبيعة المتغيرة. إنه الوقت الذي يتحول فيه العالم إلى ساحة بيضاء ناصعة، تحتفظ فيها الأشجار أغصانها بالمخمل الأبيض كشعر ملكي متدفق. هذا هو موعد شعر الشعراء لتدوين روائع الخلق الإلهي. هنا بعض القصائد التي تستحضر جمال شموخ الشتاء:
1 - "ثلوج" لأحمد زكي أبو شادي:
في صدر الليل تساقط الدمع... ثلجٌ هاطلٌ هاطلُ!
صريرٌ خرّاجيٌّ يرتعشُ، ويَذوبُ كلُّ ذَرّا.. ذرا.. ذرا!!
2 - "الصيف والشِتـاء" لنجيب سرور:
أناشدُ الشمسَ وأهيئُ منَّا طقوساً ،
وأرسمُ بها صور النور والمجد والحياةْ .
ولكنَّني أشكو حين يأتي الفجرَ , ريحُ الشِّتا القاسيّة ؛
فهي تدوسُ بساط العمر وتسحقُ زهرات الأحلام !
3 - "بيت الشعر العربي":
بَيضاء كالشمس فوق الرؤوس تبتهل ..
ورائحتها عطر الصباح ووقار الزمن القديم!
4 - "الأرض البيضاء" محمد مهدي الجواهري:
على الأرض تغرسون الأعاريض ... والأيام فصائل الربيع المعالي,
ولا ترون ما تحمل الرمال السوداء .... وبسطنتها الغرقى أثواب الصبح العوالِي!.
هذه فقط عينة قليلة مما يمكن للشعر أن يصوغه حول رحابة ومفردات الشتاء؛ تلك اللحظات التي تأسر القلب والعقل معاً. إنها لحظة للتأمل والاستمتاع بالجمال الصامت للطبيعة عندما تحولت إلى لوحة مرسومة بزخارف الثلج.