الغيرة شعور عميق ومربك يجتاح القلوب، وهو موضوع متعدد الأوجه تناولته العديد من القصائد الشعرية عبر التاريخ الأدبي العالمي. هذه المشاعر المتناقضة بين الحب والحسد يمكن تصويرها بشكل جميل وبلاغي باستخدام اللغة العربية الفصحى. هنا بعض الأمثلة:
- "الغيرة"، للشاعر المصري محمود حسن إسماعيل:
في هذا النص الشعري، يصور الشاعر المشاعر الجارحة للغيرة قائلاً: "أنا لستُ أحسد أحداً / ولكنني أحسُد عينيهما حين تنظران إليَّ". يعبر البيت الثاني عن الألم الداخلي الناجم عن الوشائج التي تربطه بالحبيب بينما يشعر بالتقصير أمام عيون شخص آخر.
- "الغيرة الحقيقية"، للشاعرة العراقية نازك الملائكة:
تكتب نازك الملائكة بحساسية شديدة حول طبيعة الغيرة عندما تقول: "إن كنتِ تغارين فلتكن غيورك/ جميلة كالبدر المكتمل... فأنتِ امرأةٌ تستحق الغرام". تشجع قصيدتها المرأة لأن تكون واثقة بنفسها وتظهر مشاعرها بدل قمعها مما يؤدي إلى مصادمة نفسيتها الخاصة.
- "شعرٌ بالغيرة"، للشاعر السعودي عبد العزيز خوجة:
يستخدم الخوجة التشبيهات البيانية الرائعة في قوله:" كم أنتِ سيف عاشق! // تجرح ولا تبقي مكانا." فهو يستمد صورة اجتماعية مؤلمة للغربة بسبب حواجز الثقة والكذب والخيانة والتي تؤذي القلب والعقل معاً.
كل تلك الرؤى المختلفة تتناول جانب واحد فقط من جوانب الغيرة - وهي حالة بشرية كامنة وغنية بالقوة والضعف والتحديات الرومانسية - الأمر الذي جعل منها مصدر إلهام دائم للمبدعين منذ الزمن القديم حتى يومنا الحالي. إنها نغمات الحياة الإنسانية المضطربة وصراع النفس بين الاستحسان والاستياء داخل محيط العلاقات الشخصية.