إلى الله يلجأ المؤمنون: قصيدة في الثقة والإيمان

في لحظات اليأس عندما تتضاءل الأسباب والأعوان، تتجه القلوب الصادقة نحو الفرد الرحيم الجبار، حيث يجد المسلم ملاذه الآمن عند رب العالمين، تقبل دعوات الصا

في لحظات اليأس عندما تتضاءل الأسباب والأعوان،

تتجه القلوب الصادقة نحو الفرد الرحيم الجبار،

حيث يجد المسلم ملاذه الآمن عند رب العالمين،

تقبل دعوات الصابرين وتسمو أفئدتنا باليقين.

إن اللجوء لله عز وجل ليس مجرد طلب للمساعدة العاجلة فحسب، بل هو اعتراف عميق بوحدانية الخالق وحكمته البالغة. فهو مصدر كل خير وملاذ لكل محزون، كما قال سبحانه وتعالى: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم"، وهو الوعد الحق الذي لا يتخلف.

ومن أجمل ما قيل حول هذا الموضوع الأشعار التي تعكس تلك الروحية العميقة للثقة بالإله الواحد. تخيلوا معي شاعر العربية الكبير أحمد شوقي وهو يشدو بشعر ينضح إيماناً ويترنم بحب الدين الإسلامي الحنيف حين يقول:

"اللهم إنّي أسلمت نفسي إليك..." - كلمات تحمل طاقة روحانية عظيمة توحي بتلك الراحة الداخلية والسكون النفسي الذي يأتي بعد الإقرار والتوجه مباشرةً نحو الملك القدير. إنها قصة عشق بين المرء وخالقه، تجمعهما عبر الزمان والمكان بذرة واحدة وهي حب الله وحده حقاً.

وفي زاوية أخرى نرى الشاعر حافظ إبراهيم يؤكد على قوة الدعاء في وجه المصاعب المتشابكة: "دعاء الفقراء.. سلاح ذو حدين، يعلو بك قدرًا إذا استخدمته". هنا يذكرنا بأنه حتى وإن بدوت صغيرة وضعيفة أمام تحديات الحياة فإن صوتك يصل إليه بسرعة البرق، متى ما كان صادق القلب صادق النية صادقا الرجاء.

وبالتالي فنحن لسنا وحدانا مهما بلغتنا الضيقة وانحسرت آفاق قدرتنا البشرية؛ لأن لدينا خالق قادر عليم حليم رحمن رحيم. إنه المنزل الأخير للحائزين علينا وهموم الدنيا وزخارفها الزائلة! فلنجدد دائماً رابطة المحبة وصلة التقرب منه جل وعلا لنشعر براحة مطمئنة وسعادة غامرة تغمر حياتنا اليومية رغم مرارتها أحياناً حسب تقدير الله وحكمة تدبيره للأحداث وفقا لقانون القدر المكتوب سابقا منذ وجود النفس قبل نشأة الإنسان نفسه!


محبوبة بوزيان

26 مدونة المشاركات

التعليقات