في زوايا القلب التي تتلألأ كالنجوم, تُضيء أبيات الشِّعر العبري الجميل عن حب الله. إنها ملاحم روحانية تعكس جمال الرحلة الإنسانية نحو الفردوس الإلهي. نستعرض هنا بعض الأبيات البارزة التي ترسم صورة حيوية لعلاقة الإنسان بالخالق، والتي تعد مصدر إلهامٍ للقلوب الطاهرة بحثاً عن السلام الداخلي.
في قوله تعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (Surah Adh-Dhariyat 56), يقف الشاعر أمام عظمة الخلق ورسالة الحياة الواضحة - عبادة الرب الحقيقيّة. هذه الآية هي شهادة على أهمية الحب في الله كهدف أول وأعلى للجنس البشري، وهو ما يعزز الرابط بين القلوب والعظيم القدير.
كما يقول ابن الفارض في قصيدته الشهيرة:
يا رب فاقبلني إن طاب لي موضعٌ
عند بابك وإن لم يكن إلا قريبُ
الشاعر هنا يدعو ويطلب قرباً مع ربه، ليس فقط عبر المكان ولكن أيضاً عبر الحالة النفسية الروحية. هذا الداعي إلى التقرب والاسترسال هو جوهر الشعور بالحنان الإلهي الذي يشكل أساس الحب لله بشكل عميق ومباشر.
ومن الأمثلة الأخرى، نجد بيتاً شعرياً مؤثراً لعمر بن الفارض جاء فيه:
أحببتك حباً لا يحصيه إلا أنت يا مولاي
هذا البيان للشوق والحب المطلق يعكس مدى قوة الوصلة بين المحبوب والمحب، حيث الوصول النهائي الوحيد لهذه علاقة العشق المتبادل يكمن داخل قلب الرحمن ذاته.
وفي سطور أخرى لابن عربي نقرأ:
وما كنت أحسب القلب يوما يجمع بين طرفيه هذين حتى دافأت بروحهما سماؤه
هذه الأبيات تصف كيف يمكن للحب في الله أن يحدث تحولاً كاملاً في طبيعة وجود الإنسان؛ إذ يندمج القلب أمام نور الحق ويتحول إلى مساحة لسماء روحية تنعم بالنور والإشعاع.
إن هذه القصائد ليست مجرد كلمات مكتوبة بل هي صور متحركة لاستعارة الروح البشرية وهي تطير عالياً فوق مجاهل الأرض باتجاه النور الساطع للمحبة الإلهية. فهي دعوة لكل عاشق يرغب في تجربة رحلة البحث عن الذات والشعور بالارتباط الأكبر والأسمى - ارتباط القلب بالرحمن سبحانه وتعالى.