- صاحب المنشور: علا الراضي
ملخص النقاش:
تناقش مجموعة من المهتمين بالتحولات الرقمية والتطبيقات الثقافية والإعلامية في المجتمعات المعاصرة، حول "التحول الرقمي" وكيف يمكن تحقيق مصداقية إنسانية متوافقة مع القيم الإسلامية في هذا السياق الجديد. يعد الموضوع جزءاً أساسياً من المناقشة لما له من تبعات مباشرة على جيلاً جديد نشأ وسط الثورة المعلوماتية الحديثة.
بدأ النقاش بروح مفتوحة وموضوعية، حيث طرحت "هالة الحمامي" رؤية شاملة تتضمن نقطتين مركزيتين. الأولى هي أهمية التعليم والتوعية الدائمين للأجيال الناشئة حول الأخلاق الرقمية. والثانية مدونة بأن خلق مساحة رقمية احترامية ينطلق من تثبيت الثقافة الأخلاقية الرقمية لدى الاطفال منذ سن مبكرة جداً. تصور هذه الطرح صورة لمسارات مستقبلية مستقيمة نحو "مستقبل رقمي أكثر أمنًا وانسانية".
ثم أعربت "سوسن الزناتي" عن تأيد كامل لرؤية "هالة"، مؤكدة على حاجة مجتمعنا اليوم لتأكيد الرقابة الفعالة واتخاذ قوانين صارمة ضد محتوى الإنترنت المضلل والسلوكيات اللا قانونية وغير الأخلاقية. تسعى هذه المقترحات لبناء أرض خصبة لاستدامة أخلاقيات المواطنة الرقمية بشكل عام وبالتالي ضمان بقاء شبكة معلومات ذات صدقية واضحة وموثوق بها.
وتُعرّض "العربي البكاي" جانباً آخر للحل وهو مشاركة الحكومة والجهات الأكاديمية العامة في رسم خطوط عامة توجه تطوير المحتوى الإلكتروني. تستهدف هذه الخطوة خلق بيئات رقمية سالمة وصالحة لكل أفراد المجتمع. يشير هنا إلى أنه بينما نحن ندافع عن حقوقنا الشخصية والاستقلالية، فإن الأمن العام يتطلب أيضاً تنظيماً مجتمعيا يضمن السلامة والأمان للجميع خاصة الأصغر بيننا.
وفي نهاية النقاش قدم "كريم الدين بن صالح" عرضا تمثيلاً للتوازن المثالي، داعيًا لتكون هناك موازاة بين التدابير الشرعية والتلقينات الاجتماعية حول إدارة المسافات الافتراضية بصورة Responsiblely. موضحًا كيف يمكن أن تؤثر التشريعات بشدة على الفنون التقليدية مثل الاتصالات العاطفية والمعاني الغامضة داخل مجال الوسائل الإعلام الرقميّة. وهكذا فقد اقترح طريقًا متوسطًا بين تطبيق القوانين والحكمة الشعبية المبنية علي تعليم شامل مستمر يستخدم كآلية رئيسية لاتخاذ القرار الذكي عند التعامل مع الحقائق الرقمية المعاصرة.
هذه الأراء المختلفة تعرض جوانب مختلفة من قضية واحدة وهي كيفية التأكد بأن الانتقال نحو عصر رقمي جديد يحافظ ويكرم القدرات الروحية والفكرية للمجتمع ويجعل التصورات المستقبلية لهذه المنطقة ممتعة وأكثر أمانًا."