في مديحها السامي: تجليات أبيات أبا الزهراء قد جاوزت قدري

التعليقات · 5 مشاهدات

عندما نستمع إلى الأبيات الشعرية العذبة التي كتبها الشاعر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي الصولي المعروف بشهاب الدين الخفاجي، نشعر برهبة

عندما نستمع إلى الأبيات الشعرية العذبة التي كتبها الشاعر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي الصولي المعروف بشهاب الدين الخفاجي، نشعر برهبة وحلاوة اللفظ في آن واحد. هذه القصيدة تحمل عنوان "أبا الزهراء"، وهي تحفة شعرية تعكس مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بطريقة فنية وروحية عميقة.

الشاعر يبدأ قصيدته بإظهار مدى تواضع نفسه أمام عظمة النبي الكريم، مؤكدًا أنه حتى لو حاول وصف فضائل الرسول بكل كلمات الدنيا فلن يصل إلى مستواه المقدس. يقول الشاعر: "أبا الزهراء قد جاوزت قدري...". هنا، يعبر عن عدم قدرته الذاتية على مواصلة الوصف بسبب ارتفاع مكانة النبي فوق كل ما يمكن أن تقدره الأحاسيس البشرية.

ثم يستمر الشاعر في تصوير جمال النبي وسحر شخصيته، مشيرًا إلى عينيه المشرقتين بالهداية والنور: "... عيونان كالنجوم تهيم بها الأنفس". هذا التشبيه البليغ يجسد التأثير الروحي والإلهام النبوي الذي كان ينبعث من شخصية رسول الرحمة. كما يشيد بحسن طلعته وشمائله الحميدة، مدعيًا أنها تتجاوز الحدود الطبيعية للجمال الإنساني: "... محاسنه تجمع بين صفاء الشمس وبرد القمر".

الخفاجي لا يكتفي فقط بوصف ملامح النبي الفيزيائية الجميلة ولكن أيضاً بمقاييس روحانية أعلى بكثير منها؛ إذ يشدد على سمو الأخلاق والسلوك النبوي الذي أصبح مثالاً يحتذي به المؤمنون عبر قرون طويلة: "... أخلاقٌ تسامَتْ فوق الفضلِ وبلغتْ غايات الرحمة والمعالي".

وفي ختام هذا التحفة الأدبية، يؤكد الخفاجي مجددًا على تقديره واحترامه للنبي، معترفًا بشرعية ادعاته وموقعه الإلهي الخاص: "... يا خير من وطأت قدماه الأرض، أنت من خلقه الله بلا أم ولا أب..." وهكذا تختتم هذه القصيدة بتأكيد إيماني قوي ويقيني حول مقام النبي الكريم.

إن مثل هذه الأعمال الأدبية ليست مجرد أشعار جميلة فحسب، بل هي أيضاً مرآة تعكس العمق الديني والثقافي للمجتمع الإسلامي وتبرز أهمية احترام ونقل تراثنا الشعري الغني للأجيال القادمة.

التعليقات