في سطور هذا المقال نستكشف حياة وجوانب مبدع عربي بارز، وهو الشاعر الفيلسوف والشخصية الثقافية التي تركت بصمة عميقة في التاريخ الأدبي العربي والعالمي؛ جبران خليل جبران. وُلد هذا الفنان النابض عام ١٨٨٣ ميلاديّة في بشري - لبنان، وكانت حياته مليئة بالأحداث والمعاني الثرية التي انعكست فيما كتبه وأصدره لاحقاً.
بدأ جبران مشواره التعليمي مبكراً، حيث انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية برفقة عائلته عندما كان عمره اثنتا عشرة سنة فقط. هناك درس الفنون الجميلة والأدب، مما شكل رؤيته الخلابة للعالم ورؤاه الفلسفية الخاصة. تشير بعض الوثائق أنه اصبح مدرّساً للرياضيات والفلسفة قبل أن يلتزم بالكتابة والإبداع بشكل أساسي.
كان لجبران تأثير كبير على عالم الأدب العربي الحديث، فهو يُعتبر رائداً في مجال الشعر الحر والمقالات الفكرية والثورية. يشتهر بمجموعة قصائده الشهيرة "النبي"، والتي تُرجِمت لأكثر من عشرين لغة حول العالم وتعد واحدةٌ من أكثر كتب الشعر مبيعاً عبر تاريخ الكتاب الأمريكيين غير الأنجلو ساكسونيين. بالإضافة لذلك، نشر مجموعة أخرى كبيرة من الأعمال بما فيها "العَرائِس"، و"الأجنحة المتكسرة"، وغيرها الكثير.
على الرغم من شهرته الواسعة خلال فترة حياته القصيرة نسبياً بسبب ظروف صحية معينة، إلا أن إرث جبران خليل جبران ظل حيّا ومفعماً بالحياة حتى اليوم. إن أفكارـه حول الحقيقة والحب والحياة نفسها مازالت تحظى بإعجاب وانتشار واسعين بين القرّاء الذين يستمدون إلهامهم منه كمرشد روحي وفكري هام. بهذا المعنى يمكن اعتبار جبران ليس مجرد كاتب وحسب بل رمز للإنسانية جمعاء ونبراسا للأمل والتقدم الروحي لدى العديد ممن قرأوا كتاباته واستلهموا منها عبر الزمن الطويل منذ رحيله المبكر عن الدنيا عام ١٩٣١ ميلادياً.