في عمله الروائي "زقاق المدق"، يرسم أحمد عبد المعطي حجازي صورة حية ومتشابكة للحياة الاجتماعية والثقافية المصرية خلال العصر العثماني. هذه الرواية، التي تنتمي إلى الأدب الواقعي، تتعمق في طبقة الفقراء والمحتاجين في القاهرة القديمة، مقدمًا وجهة نظر فريدة وشخصيات معقدة تعكس روح ذلك الزمان.
تدور أحداث القصة حول شخصية سعيد مهران، وهو شاب بسيط يعمل كجزار ويسعى لتحقيق طموحاته رغم الفقر والمعاناة اليومية. يعيش سعيد وسط مجموعة متنوعة من الشخصيات المثيرة للاهتمام - كل منها لديه قصته الخاصة وارتباطاته بخيوط الحبكة الرئيسية للرواية. يبرز علاقته مع ليلى، ابنة صاحب الدكان القريب، كموضوع رئيسي آخر يؤثر بشكل كبير على مسار حياته.
تعالج الرواية العديد من المواضيع الحساسة مثل الطبقية والتفاوت الاجتماعي والتمسك بالأعراف التقليدية مقابل الرغبة في التغيير. تقدم حجازي نظرة ثاقبة للمشاكل الأخلاقية والقيم الإنسانية المرتبطة بتلك الفترة التاريخية. كما أنها تسجل تفاصيل الحياة اليومية والديكورات البيئية بدقة فنية عالية.
بشكل عام، تعتبر "زقاق المدق" أكثر بكثير من مجرد قصة؛ إنها نافذة نقرعها لننظر داخل قلوب وأرواح الناس الذين عاشوا قبل قرن مضى. إن جمال اللغة والتعبير الصادق يخلقان تجربة قراءة غنية وغامرة حقاً.