كان أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الازدي الكوفي المعروف باسم "الجاحظ"، واحداً من أشهر الأدباء والمفكرين الإسلاميين الذين عاشوا في العصر العباسي. وُلد حوالي العام 776 ميلادياً في مدينة الكوفة بالعراق، والتي كانت مركزاً هاماً للعلم والثقافة آنذاك. عرف الجاحظ بشخصيته الفلسفية والنقدية القوية وبأسلوبه الكتابي الواضح والجريء. رغم أنه نشأ في أسرة فقيرة، إلا أن حبه للتعلم قادته نحو النجاح الأكاديمي المذهل.
تعتبر كتابات الجاحظ غنية ومتنوعة، تغطي مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها البيان والبلاغة والفقه والتاريخ والأدب الطبيعي وغيرها الكثير. كتب العديد من الأعمال الشهيرة مثل "الحيوان"، وهو عمل علمي أدبي رصين يجمع بين الدراسة العلمية والحكمة الإنسانية، وكذلك "البيان والتبيين" الذي يعد دراسة نقدية شاملة لفن الخطابة العربية.
توفي الجاحظ في بغداد عام 869 ميلادي بعد حياة مليئة بالإنجازات والأعمال المثمرة. لقد ترك خلفه تراثاً كبيراً من الأفكار والمعرفة التي أثرت الثقافة الإسلامية والعربية بشكل كبير ولا زالت تُدرس وتُقرأ حتى يومنا هذا كمصدر مهم للفكر والثقافة العربية والإسلامية.