يشكل نهر النيل العمود الفقري للحضارة المصرية القديمة، ويلعب دوراً أساسياً في تشكيل تاريخ وثقافة المنطقة. كما يؤكد المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت بدقة حين وصف مصر بأنها "هدية النيل". يعتبر هذا الجرم المائي الساحر رمزاً للعظمة والحكمة والنماء، فقد ورد ذكره وشاع في شعر الشعراء والأدباء منذ القدم.
بالنظر إلى جمال وروعة نهر النيل، يمكننا فهم سبب افتتان العديد من الثقافات بهذا المشهد الطبيعي الرائع. لقد أثمرت أرض الوادي ودلتاه الغنية خصباً بسبب مياهه المباركة، مما مكّن مجتمعاتها السكانية من تحقيق تقدم حضاري غير مسبوق. ومن هنا نشأت سداسيات عظيمة مثل تلك الملكية الفرعونية والمعابد الدينية الضخمة وغيرها الكثير والتي لا تزال قائمة حتى اليوم كشهود حيّة على عبقرية الإنسان المصري وعلى قدرة نهر النيل علي دعم وحماية هذه الثراث العمراني والثقافي العتيق .
لقد قدم لنا نهر النيل، بخلاف دوره الاقتصادي والإنساني، فرصة فريدة للاستمتاع بمناطق ساحرة مليئة بالمناظر الخلابة والصيد المثالي لقضاء وقت ممتع أثناء الرحلات البحرية. ولكن مع مرور الوقت، تعرضت نقاوة المياه الجميلة لهجوم وانتهاكات شديدة نتيجة التصرفات البشرية الرعناء الناجمة عن عدم المسؤولية. فعلى سبيل المثال, قام البعض بإلقائ المواد الكيميائية الخطيرة مباشرة في مجرى الماء بشكل عشوائي بدون اعتبار لمترتبات موقف كهذا ، بينما يساهم آخرين بطريقة غير مباشرة عندما يلحقون اضرار بيئيه للمياه بتصريف المخلفات الزراعية وسط مجاريه والتخلص منها بحسب الفعل والوسواس الشخصيين فقط .
ومن ثم أصبح واجباً وطنياً وإنسانيا تقمص دلالات تربية عامة وانقاذ منظومة صحية كاملة تجسد اقوات شعب مضى قرونا وهو يحتضن ربيعه الاخضر امام مآساة روحية ووجودية محتملة ستحدث اذا استمر الوضع الحالي للأمر الواقع الآن بلا حلولا عملية آنيه مستدامة ذات جدوى خدميه وسياسيه واضحه المعالم للمستقبل المنظور جميعا. فلا بد للدولة المسؤولة ان تحشد جهود وزاراته المختلفة –خصوصاً وزارة البيئة وصحة المجتمع المحلي -للحد من الانتشار المستفحل لهذه الظاهرة المدمرة والتي تؤثر بالسالب الكبيرعلى نظافة وكفاءه نمطه الحياتي العام لسكان منطقة الوادي وعلى راحة خاط الاطفال والشباب الذين ينتمون لمنطقة متراميه المساحة تمتلك أعماق ترابية سامقة وعميقة جدا وتعجز ايضا امكانيات بعض دول القرن الافريقي البعيد الاخرى عموماعن الوصول إليها بكامل ابعاده جغرافيا واقليميا عربيا اصيلا. لذلك فان زيادة وعينا بجسامة خطورتها هما اولى خطوات مواجهتنا لها وسلوك درب اصلاح جذري حقق نجاعة ورؤية بعيدة المدى وانسانيتها لاتعلم حدودا محددة ولا زمان منحصر ضمن عقود قليله بل تمثل ترسيخ لحقيقة ثابتة علمانية اخلاقا وخلقا وكذلك دينياً ,فهذه رسالة رسلها جل رب العالمين لدناء الدنيا "وجعلنا من الماء كل شيئ حي"(الانبياء/30).
وفي النهاية, يستحق نهر النيل الاحترام والإجلال لتاريخه الغني وجهوده الوفيرة لصالح الانسان والمحيط الحيوي حول عالمناه الأعلى بكل كبرياء وتسامح وتميزا مهما اشتدت وطأة المصائب مهما بلغ حجم الاستصلاح والبناء حديثه فإنه يبقى أحد اهم مورد رزق للإعلام العربي وللسياد بل لكل الشعوب العربية اساسا كون اسهاماته مباشره ومعنويه كذلك فهو ليس مجرد شريان حياتي لبضع دول فردية تحت ظلال طبقات فسيفسائية مختلفة الجوانب وإنما يعد أيضا مصيدة للسكان البربرية لاحداث توازن طبيعي داخل نظام اكولوجي معقد يتمسك مفاصله الهيكلية بحبل عربي واحد مرتبط برجالات السياسة والسكان العقلاء ممن لديهم القدره الذاتيه لاستيعاب تدني معدلات التصنيف العالمي للشركات الخاصة باعداد تعداد المواطنين الداخلين ضمن اطاره الامني الوطني وبالتالي رفع مستوى مردود اقتصاد البلد للاستثمار الخارجي وسداد جزء بسيط ولو زهيد من ديونه التجاريه الخارجية الهائلة!!