رحلة طه حسين الثقافية والفكرية: حياة مفكر عربي بارز

التعليقات · 0 مشاهدات

طه حسين، الأديب المصري الكبير والمعروف باسم "أعمى البصر بصير القلب"، ولد عام 1889 وتوفي سنة 1973. كان حياته مليئة بالأحداث المثيرة التي أثرت بشكل كبير

طه حسين، الأديب المصري الكبير والمعروف باسم "أعمى البصر بصير القلب"، ولد عام 1889 وتوفي سنة 1973. كان حياته مليئة بالأحداث المثيرة التي أثرت بشكل كبير في مسيرته الأدبية والثقافية. فقد نشأ طه حسين في قرية المسيقب الصغيرة بالقرب من مدينة طنطا بمصر، لكنه سرعان ما انتقل إلى القاهرة ليتابع تعليمه. رغم مواجهة العديد من العقبات بسبب فقره وعجزه عن النظر منذ الطفولة المبكرة، إلا أنه تميز بتفوقه الدراسي وحصل على المنحة الحكومية لدراسة العلوم الإسلامية بالجامعة الأزهرية.

بعد ذلك التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة حيث درس الفلسفة والأدب اليوناني القديم تحت إشراف الدكتور لويس شيخو، وهو فرنسي الأصل والذي أصبح له تأثير عميق على تفكير وطرح طه حسين الأدبي والنقدي فيما بعد. خلال فترة دراسته الجامعية بدأ نشر مقالات نقدية أدبية هامة في مجلة الرسالة المصرية مما زاد شهرته ومكانته العلمية بين النخب الثقافية آنذاك.

في العام ١٩١٤ حصل على درجة الدكتوراة مع رسالة حول الشاعر الجاهلي امرؤ القيس والتي تعتبر أول عمل أكاديمي يدرس شعر العرب قبل الإسلام باستخدام منهج علمي حديث. وبعد حصوله على شهادة العالمية عُين مدرساً للأدب العربي الحديث ثم مديرا للتعليم الابتدائي وسكرتير وزارة المعارف الملكية تباعاً. كما شارك بنشاط سياسي واجتماعي واسع خاصة أثناء ثورة يوليو حيث ترأس لجنة التعليم العالي ورئاسة مجلس التعليم الثانوي وغيرها الكثير من المناصب الأخرى.

على الرغم من كل هذه الخبرة العملية الغنية، فإن أعمال طه حسين الأدبية هي الأكثر شهرتها وصدىً عالمياً. كتب أكثر من ثلاثين كتابا غطت مجموعة متنوّعة من الموضوعات مثل الشعر والمقال الصحفي والسيرة الذاتية والشعر الحر. ومن أشهر كتبه سلسلة سيرته الذاتية المؤلفة من جزئين وهي "الأيام" و"الصبح". بالإضافة لذلك ألف أيضاً رواية واحدة تسمى "القاهرة". أما بالنسبة للشعر الشعبي فله ديوان شعري يحمل اسم "دموع وابتسامات".

تميز شكل خطابه الأدبي بسلاسته وسرد القصص الواقعيه بطريقة جذابة للغاية مما جعله واحدًا ممن تركوا بصمة واضحة داخل المشهد الثقافي العالمي والعربي كذلك. توصف رحلته الروحية بأنها مثالا رائع لبذل الجهد والإصرار حتى تحقيق الأهداف بغض النظر عن الظروف الصعبة المحيطة بالإنسان. لقد مهد الطريق أمام الآخرين ليحتذوا بحسه الوطني والقومي وانفتاحه الفكري الواسع الحوار. وبذلك يستحق حقاً وصفه بأنه أحد أعظم المفكرين وأبرز الكتاب الذين مروا بتاريخ مصر الحديث.

التعليقات