في ساحة الأدب العربي التي ازدهرت خلال الحقبة الأموية، برز العديد من الشعراء الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الشعر العربي. هذه الفترة الزمنية، والتي امتدت تقريبًا بين عامي 661 و750 ميلادي، شهدت ثورة أدبية تتجلى في الأعمال الشعرية للشعراء البارزين مثل جرير، الفرزدق، الأخطل، حسان بن ثابت، والأعشى الأكبر.
جيرر، المعروف باسم "حامي العرب"، كان أحد أقوى الأصوات الشعرية في ذلك الوقت. كانت قصائده عادة ما تكون مليئة بالمواقف السياسية والقضايا الاجتماعية آنذاك. أما الفرزدق فهو الآخر فقد اشتهر بشعر المدح والفخر، وكان له دور كبير في تشكيل الصورة العامة للأدب العربي في تلك الفترة.
الأخطل، وهو شاعر مخضرم عاش حتى نهاية عصر بني أمية، يعتبر واحداً من أكثر الشعراء تأثيراً بسبب غزارة إنتاجه وانتشار أعماله. كما أنه معروف بموقفه السياسي ضد الخلافة الأموية.
حسّان بن ثابت، مع أنه عاش قبل الازدهار الفعلي للعصر الأموي، إلا أن مكانته كالشاعر الرسمي لرسول الإسلام جعلته جزءاً أساسياً من هذا السياق. وأخيراً وليس آخراً، الأعشى الأكبر، رغم عدم الارتباط الجغرافي مباشرة بالعصر الأموي نظراً لأن حياته تمتد عبر عدة قرون، لكن إسهاماته في مجال الوصف الطبيعي والحكمة جعله محط اهتمام محبي الشعر القديم بشكل عام والعصر الأموي خصوصا.
هذه الشخصيات وغيرها الكثير قد أسهمت بشكل كبير في تطوير الشعر العربي وتشكيل خصائص وملامحه الرئيسية، مما يجعلها حقاً مصادر رئيسية للاهتمام لأي طالب متعطش لفهم عمق الثقافة العربية التقليدية.