أبو فراس الحمداني، واحد من أشهر وأبرز الشعراء في تاريخ الأدب العربي. ولد عام 932 ميلادي في مدينة حلب، سوريا، لعائلة نبيلة تنتمي إلى مدينة حماة في شمال سوريا. كان أبو فراس شخصية متعددة الجوانب؛ فهو ليس فقط شاعراً لامعاً ولكنه أيضاً عسكري بارز وسياسي مؤثر خلال عصر الدولة الفاطمية.

تلقّى تعليمه المبكر في بلده الأم وحفظ القرآن الكريم والشعر الجاهلي. ثم انتقل إلى بغداد حيث أكمل دراسته تحت رعاية الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور. هناك تعرف على العديد من الشخصيات الثقافية البارزة التي أثرت بشكل كبير في حياته ونظره للعالم.

يتجلى شعر أبو فراس بالجمال والفخامة والتعبير القوي عن المشاعر الإنسانية المختلفة مثل الحب والحنين والوطنية والمشقة والسجون. كانت له موقف بارز ضد الغزو البيزنطي لسوريا وهو ما ظهر جلياً في شعره الوطني المؤثر. رغم أنه أمضى جزءاً كبيراً من حياته مسجوناً بسبب مواقفه السياسية ومعارضته للدولة الفاطمية، إلا أنه استمر في كتابة الشعر حتى آخر أيام عمره.

من أعماله الشهيرة قصيدة "إني أوليت كل يومًا سيفه"، والتي تعتبر واحدة من أهم الأعمال الشعرية العربية عبر التاريخ. تُظهر هذه القصيدة روح البطولة والشجاعة والقوة الشخصية عند أبو فراس. كما كتب عدداً كبيراً من الأشعار الوطنية والإسلامية التي تحكي عن تجربته الخاصة وتُوجِد صورة رائعة للمصائب والعزيمة البشرية.

توفي أبو فراس في عام 968 م بعد حياة مليئة بالإنجازات والأحداث الدرامية. لكن إرثه باقي حيٌ عبر أشعاره الجميلة ومواقفه الشجاعة، مما يجعله رمزاً للبسالة والثقافة العربية القديمة حتى هذا اليوم.