يُعتبر ديوان أبو الحسن علي بن الجهم المعروف بابن الرومي أحد أبرز الدواوين الشعرية في الأدب العربي القديم. يشتهر هذا الشاعر الكبير بتجديده في الأسلوب والبلاغة، مما جعله صاحب مكانة مرموقة بين شعراء عصره وحتى اليوم. ولد ابن الرومي عام 221 هـ/836 ميلادي وتوفي سنة 283 هـ/896ميلادياً، وقد عاش فترة مهمة من تاريخ الدولة العباسية شهدت ازدهارا ثقافيا وفكريا كبيرا.

يسلط ديوانه الضوء على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواضيع التي تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية خلال تلك الحقبة الزمنية. يتناول القصائد العديد من القضايا الإنسانية مثل الحب والخيبات والحنين إلى الوطن بالإضافة إلى النقد الاجتماعي والنقد السياسي اللاذع والذي كان بارعا فيه بشكل خاص. يستخدم ابن الرومي الفصحى بطلاقة ومعرفته الغزيرة باللغة العربية ليكتب شعرًا مليئا بالألفاظ الرقيقة والمجازات الشعرية الرائعة.

بالإضافة لذلك فإن ديوان ابن الرومي معروف بشعر المدح والفخر الوطني والشعر ذو المضمون الأخلاقي والديني. كما أنه يُظهر حسرة الشاعر ورثائه لنهاية دولته الأمية وما صاحب ذلك من تغيرات اجتماعية واقتصادية أثرت عليه شخصياً وعلى مجتمعه أيضا.

بشكل عام، يعد "ديوان ابن الرومي" شاهد حيّ على براعة اللغة العربية واستخداماتها المختلفة داخل إطار أدبي متطور ومتميز يحمل رسائل فلسفية وعاطفية قوية تستمر بإلهام القرّاء حتى يومنا الحالي.