في قلب مدينة مزدهرة، عاش أب ثري وابنه الصغير الذي طمح للاستقلال المبكر. اقترح الابن يوماً أنه يرغب في الحصول على حصته من ممتلكاته حتى يتمكن من المغامرة برحلته الخاصة. استجاب الأب اللطيف لرغبة إبنه، مُقدمًا له جميع مطالباته بلا تردد.
ابتعد الابن مسافة بعيدة، مستعمرًا حياته بالأهواء القصيرة المدى. بدأ ينثر الثروة المكتسبة حديثًا كالرمال تحت قدميه، في سعي غير محدود لسعادة مؤقتة. عندما نفدت الأموال، وقع في ظل الفقر والجوع الحاد. هنا فقط بدأ يتململ أمام واقع المرور الطويل، محاولاً البحث عن فرص العمل لكن دون جدوى. اضطر للعمل لدى شخص آخر ورعاية قطيع كبير من الخنازير - حياة بدت أقرب لأن تكون لعنة أكثر منها فرصة.
ومع مرور الوقت، تغير وجه نظره نحو حياته الجديدة الصعبة. قارن بين وضعيته الآن وبين رفاهية زملائه السابقين ممن كانوا يخدمون والده. شعوره بالندم والحزن دفعه لاتخاذ القرار الأكثر شجاعة: العودة إلى حضن أبيه الرحيم.
وأثناء اقترابه من المنزل، شاهد الأب رجلاً نحيلًا متعبًا يقترب منهم. سرعان ما عرف أنه ابنه الضائع منذ زمن طويل! لقد انفجر صدر الأب بكل أنواع المشاعر الرقيقة، فالدموع الفرح تسابق لتشكل نهر من الحب والعاطفة حول ابنه البعيد لفترة طويلة. قبل وملا حوله، يحمل رسالة توضيحية صادقة تقول إنه مهما فقدناه فلن ننسى مكانتهم لدينا دومًا. وشجع جيوش خدم البيت لطهي وجبة خاصة مميزة للاحتفال بعودة الابن المحبوب.
لكن الاحتفالات لم تكن كاملة بدون مشاركة الأخ الأكبر المنتظر خارج أسوار الديار. عاد وهو يدوي بغضب تجاه تصرفات أبيه ودعوة الإخوان للشراب والرقص بينما هو - الأخ المطيع والمستقيم دائمًا- لم يكن قد حصل حتى على لحم لحضور وليمه الخاص بجهد اليوم الطويل المكافئ لذلك الربيع الجديد المنبعث وسط صفوف القطيع الواسع هناك خارج القرية الصغيرة.
وفي النهاية جاء دور شرح الحقيقة للأخت الأكبر والتي كانت تتمثل أساسا بإخبار الأخ الثاني بأنه ليس أقل قيمة مقابل وجود اخوانه بل إن كل جزء صغير مما يمتلكونه يبقى جزء من حقوق إخوانهم أيضًا . وهكذا اكتشف الجميع معنى تلك العبارات القديمة "كان ميتاً فعاش". إنها قصة ذات دلالة عميقة تعكس كم هي قيمة نعم الله وفوائد الالتزام بالقوانين الروحية التي تعمل مثل سياج واقٍ ضد الشهوات الزائلة المؤدية للسقوط والخسران نهائيًا.
