قيمة العمل وأثرها البالغ في بناء الشخصية وتوفير الاستقرار الاقتصادي

التعليقات · 2 مشاهدات

العمل هو ركن أساسي من أركان الحياة البشرية، وهو أكثر من مجرد نشاط يومي روتيني لتحقيق الاحتياجات المادية؛ إنه سُلّم يصل بنا إلى أعلى درجات الكرامة الذا

العمل هو ركن أساسي من أركان الحياة البشرية، وهو أكثر من مجرد نشاط يومي روتيني لتحقيق الاحتياجات المادية؛ إنه سُلّم يصل بنا إلى أعلى درجات الكرامة الذاتية والاستقلال الاجتماعي والاقتصادي. العمل ليس فقط وسيلة لكسب لقمة العيش بل أيضًا مصدراً غنياً للتطور الشخصي والنمو المهاري.

في الإسلام تحديداً، يعد العمل عبادة إذا تم تنفيذه بروح المسؤولية والإخلاص. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "ما آكل أخوك إلا طعام مبارك". وهذا يؤكد على فضل العمل المنتج والأثر المبارك للقوت المكتسب بشق الأنفس. العمل يساعد الفرد على تقرير مصيره الخاص، إذ يعلمه الاعتماد على النفس والتحكم بمقدار دخله وثروته. ولذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم مهارات عملية قد حصلوا على احترام المجتمع ومكانتهم الخاصة ضمن نسيجه.

بالإضافة لذلك، يعتبر العمل عامل رئيسي لمنع انتشار الفقر بين الأفراد والمجموعات الاجتماعية المختلفة. الحرفيون والشباب الماهرون الذين لديهم القدرة على خدمة مجتمعاتهم والحصول مقابل خدماتهم يمكنهم تجنب الوقوع فريسة الفقر والجوع. وبالتالي، توفر فرص التشغيل المناسبة للأجيال الشابة ضمانا للحياة الآمنة والمستقرة اقتصاديًا.

ومن الجوانب المهمة الأخرى للعامل أنها تشجع روح العطاء عند المُستخدم لها أمام الآخرين عبر مساعدتهم بالحفاظ عليهم ضد ظروف الحياة الصعبة. هذه الثقافة المتعلقة بالتوزيع المنصف للدخل والتفاعلات الاجتماعية المستمرة تؤدي بدورها إلى الشعور بالقيم الروحية والمعنوية المرتبطة بالإيثار والكرم.

أخيرا وليس آخرا، تعتبر دلالة البركة التي تأتي مع المكاسب المالية نتيجة للجهد البدني والعقلي دليل واضح على تقدير الرب سبحانه وتعالى لهذه الأفعال الطيبة. بينما يعاني البعض بسبب الافتقار الداخلي للسعادة رغم امتلاك الثروات الكبيرة، هناك آخرون يتمتعون بسعادة أكيدة حتى وإن كانت مواردها قليلة ولكن مكتسبة بصراحة وإتقان.

وبهذا ندرك أن العمل لا يحقق الأمنيات المادية وحسب بل يقضي أيضاً على البطالة الداخلية لدى المرء والتي ستكون بلا شك بداية لانحداره نحو الهلاك المعنوي والفوضى الأخلاقية.

التعليقات