تُعدّ جائزة بوكر العربية - المعروفة سابقاً باسم "الجائزة العالمية للرواية العربية"، واحدة من أهم وأرقى الجوائز الأدبية التي تُمنح سنوياً للروايات المكتوبة باللغة العربية حول العالم. منذ انطلاقها عام 2007، اكتسبت هذه الجائزة شهرة واسعة بين الكتاب والمبدعين العرب، مما أسهم بشكل كبير في النهوض بالأدب العربي ورفع مكانته عالمياً.
تمثل الجائزة مبادرة فريدة لتعزيز الفن الروائي في الثقافة العربية وتشجيع المواهب الجديدة، بالإضافة إلى تقدير أعمال المؤلفين المحترفين الذين ساهموا بتقديم روائع أدبية أثرت في مسيرة الأدب الحديث. يتم تنظيم عملية الترشيحات والتقييم بعدد من الخطوات الصارمة والحاسمة للتأكد من نزاهتها ومن اختيار الفائزين بناءً على قواعد ومعايير محددة.
في كل عام، تنشر لجنة التحكيم قائمة طويلة تضم مجموعة مختارة من الأعمال المتقدمة للجائزة، ثم تقصر تلك القائمة لاحقاً لتضم ست روايات متأهلة للمرحلة النهائية. ويحق لكل عضو في اللجنة التصويت بحرية لاختيار ثلاثة مرشحين كحد أدنى ضمن الستة نهائيين. تتم قرعة سرية لتحديد هوية المُرشح الثامن إذا تساوى العدد الإجمالي لأصوات بعض المرشحين الرئيسيين خلال جلسات النقاش والجلسات الفرعية. تنعكس نتائج هذا الاختبار الشامل وصراع الأعضاء المتحمسين عبر حفل إعلان الجائزة الرسمي الذي ينظم عادة في العاصمة البريطانية لندن بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والأدب والثقافة الدولية.
تسعى الجائزة لتحقيق هدف سامٍ وهو توسيع نطاق انتشار ورواج الأدب العربي خارج حدود الوطن العربي ودعم حركة التأليف والإنتاج للأعمال الرائجة والقيمة تاريخياً وفكرياً وشعبياً. لقد حققت "بوكر عربيّة" نجاحات كبيرة جعلت منها علامة فارقة في منظومة الجوائز الأدبية الرنانة الأخرى ذات المستوى العالمي مثل جائزة مان بوكر وجائزة غونكور ومان بوكر الدولي وغيرها الكثير. تعكس تكريماتها لشخصيات رائدة وعظيمة مثل عبد الرحمن منيف وحيدر حيدر ومحمد حسن علوان وعبد العزيز مخيون واحمد سعداوي وهالة البدري شرف المهنة وأثر المنافسة الصحية والبناءة داخل الجسم الإبداعي الواسع للدلالة العربية الجميلة. وبذلك تتوج هذه المنحة السنوية موهبة متألقة أخرى لإضافة بصمتها الخاصة الى الغرفة الحافلة بالإنجازات الأدبية الخالدة والتي لن تموت ابداً مهما طال الزمن واستمر الزحف العمراني فوق الصحاري البكر والذكريات الآسرة لعشق حرفي اللغة الأم الدامي.