تُعد شخصية توبة بن الحمير واحدة من أبرز الشخصيات التاريخية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ العرب قبل الإسلام. اسمه الحقيقي كان عمرو بن عبد الله بن مالك، لكنه اشتهر باسم "توبة"، وهو الاسم الذي اختاره بعد رجوعه إلى رشده وتوبته العمياء. ينتمي هذا الرجل البارز إلى قبيلة كندة العربية الشهيرة.
ولد توبة بن الحمير في فترة ما بين القرنين الرابع والخامس الميلادي تقريباً، وهي الفترة التي كانت فيها القبائل العربية تعيش حالة من الفوضى والفوضوية السياسية. رغم نشأته وسط هذه الظروف الصعبة، إلا أنه سرعان ما برز كشخص ذكي وموهوب يتمتع بشخصية قوية وذكاء حاد. عُرف عنه شجاعته وحكمته منذ صباه المبكر.
مع تقدمه في العمر، بدأ توبة رحلته نحو السلطة والقوة. حكم جزءاً كبيراً من الجزيرة العربية خلال فترة مضطربة شهدت تحولات جيوسياسية كبيرة. ومع ذلك، لم تكن طموحاته تتوقف عند حدود الحكم المحلي فقط؛ فقد سعى لتكوين إمبراطورية واسعة تمتد عبر العديد من المناطق الجغرافية المختلفة.
على الرغم من نجاحاته العديدة، فإن القصة الأكثر شهرة حول حياة توبة هي قصة توبته العميقة. وفقاً للتقاليد الإسلامية والأدب العربي القديم، تعرض ابن أبي حدرد الليثي لاجئ مسلم مهاجر لأحد أمراء المملكة البيزنطية للاستشهاد والصمود أمام آلاف الجنود الذين كانوا يسخرون منه بسبب إيمانه بالله سبحانه وتعالى وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة والمسيح المنتظر كما يعتقده المسلمون اليوم. عندما رأى توبة قوة الإيمان لدى اللاجئ المسلم وأثره النفسي الكبير فيه وفي الآخرين أيضاً، شعر بإحساس شديد بالإدانة الذاتية تجاه نفسه وزاد قلقه بشأن مصيره الأخروي مما دفعه للبحث عن طريق الحق والمعرفة الروحية الجديدة التي وجدها فيما بعد أثناء زيارته لبقايا النبي شعيب عليه السلام بموقع البقيع شمال المدينة المنورة. هنا تبدلت حياته رأسا على عقب فترك سلطاته وملكوته واتجه مباشرة لسؤال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتزام الدين الجديد الذي أصبح مؤمنًا صادقًا به حتى وفاته لاحقاً سنة 624 ميلادية بحسب بعض المؤرخين بينما تشير رواية أخرى أنها كانت عام 599م الموافق لهجرة المسلمين الأولى للقاهرة القديمة حاليًا مصر والتي تعتبر نقطة انطلاق الديانة الاسلامية رسمياً خارج حدود جزيرة العرب آنذاك.
هذه الرحلة التعبدية الشاقة للمؤمن المجاهد المتجدّد دائما والتي قادته نحو اعتناق عقائد جديدة جعلت منه رمزا للإنسانية وللحياة الجديدة بروح مسلمة نقية خالصة لله عز وجل بالإضافة لأنها أثرت بشكل كبير على المجتمع آنذلك وعلى الأجيال التالية أيضا كونها حملت رسالة عظيمة مفادها قدرة الإنسان على تغيير مجرى حياة كل البشر إذا ارتضى لنفسه الطريق المستقيم الواضح المعالم والذي يقوده لقصد واحد هو رضا الرب جل وعلا وطاعة أمره بدون رياء ولا استعلاء ولا حسد لنعمه وكراماته فهو سبحانه مقدر لكل شيء مقدورا . إن صلاح النفس واستقامتها هما أساس الرخاء والسعادة لعمر الدنيا الآتي كذلك عناصره الأخرى كالاخلاق والحوار والحوارات غير الضارة وغير المتحاملة وغير العنيفة بل المعتمدة علي التحاور السلس المثمر لإزالة الشوائب ونشر الخير بدلاً منها وهذا بالفعل مانراه أكثر فأكثر داخل الدول والعالم الحديث حالياً وإنْ بطرق مختلفة تمام الاختلاف ولكن نتائجه موحده ومتناسقة مع كثيرٌ جداً ممن ساروا هكذا فسارت بهم سفن الحياة الي امن المآب سالميين سالمو".